|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا صدر الحكم: "هأنذا طاردك عن وجه الأرضّ؟" قال أحد آباء البرية: "من لا يصلح لموضع فالموضع نفسه يطرده". هكذا إذ صار حننيا مفسدًا على الأرض بسبب عصيانه لله ونسب النبوة إليه كذبًا، لم تحتمله الأرض بل أرادت أن تتقيأه... صار أشبه بطعامٍ فاسدٍ لا يستحق أن يبقى في المعدة، لأنه ضار. إنه يُطرد عن وجه الأرض، كأن الأرض لا تطيق أن تراه بوجهها بل تعطيه ظهرها. إذ صدر هذا الحكم علينا نحن الخطاة، وحُسبنا مطرودين حتى من الأرض التي خُلقت لأجلنا، تعطينا ظهرها لا وجهها، جاء مسيحنا إلى أرضنا، وعاش بيننا، فتهللت الأرض بجبالها وتلالها ووديانها وأشجارها وكل حيواناتها مع الأنهار والبحار والمحيطات... إنها تسبح ابن الإنسان... تشتهي أن تعطيه وجهها، تخضع له وتطيعه بل وتتهلل بمجيئه. لقد قيل: "تفرح البرية والأرض اليابسة، ويبتهج القفر... يبتهج ابتهاجًا ويرنم... هم يرون مجد الرب بهاء إلهنا" (إش 35: 1-2). "الأنهار لتصفق بالأيادي، الجبال لترنم معًا" (مز 98: 8). "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن الله" (مز 46: 4). |
|