|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِمَاذَا يَقُولُ الأُمَمُ: أَيْنَ هُوَ إِلَهُهُمْ؟ [2] يحاول عدو الخير على الدوام أن يشكك المؤمنين في رعاية الله لهم واهتمامه بهم. يبذل كل الجهد في كل العصور أن يصَّور الله في سماواته في عُزلةٍ، لا يبالي بشئون البشر. يشعر الإنسان بالمرارة حين يهين غير المؤمنين الله كأنه غير موجود، أو لا حول له ولا قوة، مع أن السبب الحقيقي فيما يحل به هو خطاياه. عندما لا يعود يُكرز بالإيمان به، إذ يأتي على السحاب ويولول غير المؤمنين، عندئذ لا يقول الأمم: أين هو إلههم؟"، بل يقفون في خوفٍ ورعدةٍ. * وكما يقول النبي: "لأن عندك ينبوع الحياة. بنورك نرى نورًا" (مز 36: 9). فالذين يشربون من غنى بيت الله، من نهر فرحه، يصيرون في نشوة. أيضًا كان داود العظيم في نشوة، لأنه خرج من نطاق نفسه إلى آفاق الفرح والسعادة الغامرة. فقد رأى الجمال الغير منظور، وصرخ بصوته الذي تقوده القوى المقدسة: "لماذا يقول الأمم أين هو إلههم" (مز 115: 2). يشرح داود بهذا التعبير كنوز الله العظيمة جدًا التي تعلو عن التعبير عنها. وقال بولس، بنيامين الجديد، وهو في نشوة السعادة والفرح العظيم: "لأننا إن صرنا مختلين فللَّه (تُعتبر النشوة والسعادة حركة ناحية الله) أو كنا عاقلين فلكم" (2 كو 5: 13). وأشار بولس بطريقة مماثلة إلى فستوس قائلًا: "لست أهذي أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والصحو" (أع 26: 25) . القديس غريغوريوس النيسي |
|