|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ، لَيْسَ لَنَا، لَكِنْ لاِسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا، مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ [1]. يقدم المؤمن هذه التسبحة لله، فإذ يتطلع إلى الأمم المحيطة به، وهي تنكر الإيمان لا يسقط في الكبرياء، حاسبًا نفسه أنه أفضل منهم، بل ينسب كل ما بلغ إليه إلى نعمة الله ومراحمه، ومن أجل أمانة الله بالرغم من عدم أمانتنا. يجحد المرتل كل برٍّ ذاتي واستحقاق بشري، ليعلن مجد الله العامل برحمته وأمانته وحقه الإلهي في حياة مؤمنيه الجادين في التمتع به. غالبًا ما يرتبط تعبير "أعطِ مجدًا" بالاعتراف بالخطية، كما حدث حين أخطأ عخان بن كرمي. "فقال يشوع لعخان: يا ابني أعطِ الآن مجدًا للرب إله إسرائيل، واعترف له، وأخبرني الآن ماذا عملت. لا تُخفِ عني" (يش 7: 19). أيضًا عندما أخذ الفلسطينيون تابوت العهد، فسقط إلههم داجون أمامه، قال لهم العرافون والكهنة: "أعطوا إله إسرائيل مجدًا، لعله يخفف يده عنكم وعن آلهتكم وعن أرضكم" (1 صم 6: 5). في هذا المزمور يعترف الشعب بأن الله بار، وما حلّ بهم من كارثة هو ثمرة طبيعية لشرورهم، وليس لهم ما يقدمونه من جهتهم ليطلبوا رحمته سوى أن يتمجد اسم الله وتظهر أمانة الله بالرغم من عدم أمانتهم. يقول الرب نفسه: "لا من أجلكم أنا صانع يقول السيد الرب، فليكن معلومًا لكم، فاخجلوا واخزوا من طرقكم يا بيت إسرائيل" (حز 36: 32). جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "أعطِ المجد على رحمتك وحقك". يقول القديس أغسطينوس إنه كثيرًا ما تربط المحبة الرحمة والحق معًا في الأسفار المقدسة. [ففي رحمته يدعو الخطاة، وفي حقه يدين الذين عند دعوتهم يرفضون المجيء إليه.] * لأن المسيح مات عن الخطاة (رو 5: 6)، لا يطلب الناس أي مجد لهم، بل لاسم الرب. القديس أغسطينوس |
|