التدين (ديانة العالم؛ الديانة الجسدية الزائفة):
وهي أن يعمل الإنسان أشياء لأجل الله لكي يحصل على رضاه ويصبح مقبولاً عنده. وبذلك يكون راضيًا عن نفسه ويهدأ ضميره المُحتَج ضده. وهذا ما حدث مع قايين المتدين الأول. لقد حاول أن يقترب إلى الله ويقدِّم له القربان الذي لم يطلبه الله. فقدَّم من ثمار الأرض الملعونة ومن نتاج عمله في الحقل. لكن الله لم ينظر إلى قايين ولا إلى قربانه. لقد تجاهل قايين حالة السقوط التي يقف فيها أمام الله كخاطئ، واحتياجه إلى الذبيحة الدموية التي تكفِّر عنه وتجعله مقبولاً أمام الله. أما هابيل فقد اقتنع أنه لن يحظَى بالقبول والرضا وراحة الضمير إلا من خلال الذبيحة، فقدَّم قربانه من أبكار غنمه ومن سِمَانها، فنظر الله إلى هابيل وذبيحته، ورفع وجهه..