|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قناص العيون في أحداث نوڤمبر2011 الدامية بشارع محمد محمود بالقاهرة، قُتِل وأُصيب عدد ليس بقليل مِن المتظاهرين، بل ومِنهم مَن أُصيب في العين. وقد اتُّهم أحد ضباط الأمن المركزي بإطلاق النار على عيون المتظاهرين، ولذلك وُصِف بأنه “قنَّاص العيون”. وهذا يذكِّرنا بأول قنَّاص عيون في التاريخ؛ وهو ملك شرير اسمه ناحاش العمُّوني، وهو الذي أرسل مرة إلى أهل يابيش جلعاد يقول لهم: إذا أردتم الدخول معي في عهد، فلا بد من خلع عيونكم اليمنى. طلب غريب! «وَصَعِدَ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ وَنَزَلَ عَلَى يَابِيشِ جِلْعَادَ. فَقَالَ جَمِيعُ أَهْلِ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: اقْطَعْ لَنَا عَهْدًا فَنُسْتَعْبَدَ لَكَ. فَقَالَ لَهُمْ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ: بِهذَا أَقْطَعُ لَكُمْ: بِتَقْوِيرِ كُلِّ عَيْنٍ يُمْنَى لَكُمْ وَجَعْلِ ذلِكَ عَارًا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ» (1صموئيل11: 1، 2). ولكن أهل يابيش قالوا لهذا الملك الشرير: اتركنا سبعة أيام فإن لم يوجد من يخلِّصنا فافعل بنا ما يحسن في عينيك. فأرسل الرب إليهم شاول بن قيس ليخلِّصَهم من هذا الملك الشرير، وقد خلَّصَهم فعلاً. ولنتأمل معًا في هذه القصة. 1- ناحاش ومعنى اسمه معنى الاسم “حَنَش”؛ أي حيَّة عظيمة. وقد كان ملكًا على بني عمُّون حوالي سنة 1020 قبل الميلاد. ومن معنى الاسم نرى أن هذا الشخص يشير إلى الشيطان، بكل حِيَله ومكره، المُشَبَّه في الكتاب بالحيَّة التي خدعت حوَّاء قديمًا. 2- هذا الرجل كان ملكًا على بني عمون ومن هم بني عمون هؤلاء؟ إذا رجعنا إلى سفر التكوين والأصحاح التاسع عشر، نجد أن هؤلاء من نسل شخص اسمه “بن عَمِّي”، وهو ابن لوط من ابنته الصغرى التي سَقَت أباها خمرًا، وارتكبت مع أبيها خطية الزنى دون أن يعلم، فحبلت وولدت ابنا ودعت اسمه “بن عمِّي”. ومن هنا نفهم أن هذا الابن هو ابنٌ غير شرعي. وهذا يرمز إلى المسيحي بالاسم، فهو ليس من أولاد الله الحقيقيين. وبالتالي من اسم الملك ومن اسم شعبه نرى في هذا صورة رمزية للشيطان الذي يملك على قلوب كثيرين من المسيحيين بالاسم. 3– يابيش جلعاد أي المكان اليابس في جلعاد، وجلعاد بمعنى “كومة شهادة”. فيكون اسم يابيش جلعاد: كومة شهادة في المكان اليابس. وهذا يعني أن العالم كله عبارة عن مكان يابس؛ أي أرض عطشَى، ولكن في هذه الأرض العطشَى يوجد الأمناء الذين هم شهادة للرب، وهؤلاء يريد الشيطان أن يحاربهم ويجعلهم ينشغلون بالعالم ومغرياته. ولنتأمل معًا، أعزائي الشباب، في هذه القصة: الشيطان يحاول جاهدًا أن يحارب الناس بطرق متعددة؛ ومنها أنه يعمي أذهانهم عن الحق، كما يقول الكتاب عنه «إله هذا الدهر أعمى أذهان غير المؤمنين» (2كورنثوس4: 4). نرى أيضًا في هذه القصة أن هذا الملك الشرير يحاول تقوير العين اليمنى. ومن هنا نتعلم أمرين: الأول، أن عينًا واحدة هي إشارة إلى إن الشيطان، بمكره ودهائه، لا يطمس الحقيقة كلها أمام الإنسان؛ بل يترك له نصف الحقيقة، ويعكس النصف الآخر؛ لكي تختلط الأمور على الإنسان ويتوه في أفكار ومعتقدات كلها خداع. الأمر الثاني أنه اختار العين اليمنى وهي التي في الغالب يعتمد عليها الجندي أثناء التنشين في الحرب، خلاف أن اليمين في الكتاب تشير إلى القوة. وهنا الكتاب يريد أن يحذِّرنا من أن الشيطان يحاول أن يحاربنا في أماكن القوة في حياتنا، بل ويريدنا أن لا نرى إلا نصف الحقيقة ويخفي النصف الآخر؛ فمثلاً يصوِّر أمام الشباب المتعة التي تأتيهم من وراء الجنس والمخدرات، ويُخفي عليهم كم الويل والشقاء الذي يعانون منه بعد ذلك. بل أيضًا يحارب الشيطان الشباب بشهوة العيون، والعيون تشير إلى المعرفة والثقافة فيخدع الشباب بدخولهم في مواقع دنسة على شبكة الإنترنت بحجة المعرفة والثقافة الجنسية. كل هذه الأساليب يريد الشيطان من خلالها أن يقول، كما قال ناحاش، بتقوير كل عين يُمنى. أيضًا يخدع الشباب بمضيعة الوقت بالجلوس كثيرًا أمام الفيس بوك مع أصدقاء الدردشة (chat) ساعات طوال دون هدف محدد ودون فائدة تُجنَى. عزيزي الشاب، لا تستسلم لخداع إبليس ولا تسمع لصوته بل تعلَّم من أهل يابيش ماذا فعلوا. أهل يابيش لم يستسلموا، ولم ينخدعوا بكلام هذا الملك الشرير، بل بكوا وصرخوا وقالوا: يوجد مَن يخلِّصنا. ونحن لا نستطيع أن ننتصر على خداع الشيطان بدون أن نرجع إلى الرب ونصرخ إليه طالبين المعونة منه فيخلِّصنا. ولنتأمل أيضًا في العبارة التي قالها شاول للشعب: «غَدًا عِنْدَمَا تَحْمَى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ»، ولنلاحظ أن حمو الشمس هو وقت الظهيرة من الساعة الثانية عشر حتى الثالثة بعد الظهر، وهذا التوقيت بالذات هو التوقيت ذاته الذي تألم فيه الرب الآلام الكفارية على الصليب عندما أظلمت الشمس في رابعة النهار من الساعة السادسة إلى التاسعة. عزيزي الشاب، لا تستسلم لحِيَل وخداع الشيطان فهو قنَّاص العيون الحقيقي الذي يريد أن يعمي الناس عن مصيرهم الأبدي ويأتي بهم إلى التهلكة. فتعالَ إلى الرب فتنال النصرة في الحال! |
|