|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“ما علينا” والشراكة! ومع قسوة هذا الصراع وشدَّته، وما يصحبه من شكوى إبليس الضميرية، وتيبُّس الحياة الروحية، إلا أن الكتاب المقدس يشرح لنا أن العلاقة مع الله ليست - كما يظن البعض - علاقة صراع بين طرفين، كل منهما له نسبة أكبر من الآخر، ولكنها علاقة شراكة رائعة، تجمع بين الله (الكلي القدرة)، وبين الإنسان (الترابي النشأة)، يقوم كل منهما بمسؤولياته، ليس لأن الله عاجز عن القيام بها جميعًا، حاشا، ولكنه لأنه يُسَرّ أن يشترك الإنسان معه في بعض المشاريع مشتركة، وأن يحدث انسجام كامل بين “ما عليه” وبين “ما علينا”!! وقد طبَّق الله هذه الشراكة عمليًا مع آدم أول إنسان، في عدة مشاريع، منها مثلاً مشروع تسمية الحيوانات والطيور بأسمائهم فنقرأ «وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا» (تكوين2: 19). وهنا نجد الله القدير يقوم بـ“ما عليه”، فيخلق الحيوانات والطيور ويحضرها لآدم. ورغم أن الله هو الأقدر على تكملة المشروع بمفرده وتسمية الحيوانات دون الحاجة لآدم، لكن علاقة الشراكة مع آدم جعلته يترك لآدم أن يعمل “ما عليه” أيضًا، ويشترك معه في أن يدعوها بأسماء، فيا للفخر!! |
|