|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يوجد صالح يخلق صالحين، وصالح يمكن به أن يصنع صلاحًا. الصالح الذي يخلق صالحين هو الله، لأنه لا يستطيع أحد أن يجعل إنسانًا صالحًا إلا الصالح إلى الأبد، لذلك فلتدعُ الله لكي ما تكون صالحًا، ولكن يوجد صالح يمكن به أن تفعل صلاحًا، وذلك هو كل ما تملكه. يوجد ذهب وتوجد فضة وهما أشياء صالحة، ولكنهما لا يجعلانك صالحًا، بل يمكن أن تصنع بهما صلاحًا. لديك ذهب وفضة، وأنت ترغب في المزيد منهما. لديك كليهما وتريد زيادة، فأنت مرتوي وظمآن. إنه مرض وليس غنى، عندما يمرض البشر بمرض الاستسقاء، فإنهم يكونون مرتوين بالماء، ومع ذلك فهم عطشى دائمًا. فكيف يسر هؤلاء بثروتهم، الذين لديهم تلك الرغبة المريضة بمرض الاستسقاء؟ أنت تملك ذهبًا وهو شيء صالح، ومع ذلك فإنه ليس لديك ما يجعلك صالحًا، بل ما يمكن أن تصنع به صلاحًا. أتسأل أي صلاح أفعله بالذهب؟ ألم تسمع في المزمور "فرَّق، أعطى المساكين، برّه قائم إلى الأبد" (مز 112: 9)، هذا صالح. هذا هو الشيء الصالح الذي به تصيرون صالحين، أي إن كان لديك الصالح الذي به تصير صالحًا. فلتصنع صلاحًا، بذلك الصالح الذي لا يستطيع أن يجعلك صالحًا. لديك مالٌ، استخدمه بسخاء، فباستخدامه بسخاء تزداد برًا. لأنه "فرَّق أعطي المساكين، برّه قائم إلى الأبد". انظر ماذا ينقص وماذا يزداد. تنقص أموالك، ويزداد برّك. ينقص ما ستفقده قريبًا، ينقص ما ستتركه بعدك عن قريب، ويزداد ما ستملكه إلى الأبد . القديس أغسطينوس |
|