|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَحَيثُما اجتَمَعَ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم تشير عبارة "حَيثُما" إلى أي مكان. هذا كلام عام قاله يسوع لإثبات ما سبق من وعده الخاص للرُّسل. أمَّا عبارة " اجتَمَعَ " فتشير إلى المجتمعين باسم يسوع وليس إلى عددهم. أمَّا عبارة "بِاسمِي" فتشير إلى سلطان يسوع وأمره ونيابة عن الآب، باسم الابن، أي مُطالبين بسلطان السيد المسيح ومستخدميه. وهذا الاجتماع مطلوب أن يكون للصلاة والتَّسبيح وتأمل الكتاب المقدس (يوحنا 14: 13)، وان يكون الاجتماع مُستند على استحقاق المسيح وآلامه ووساطته. أمَّا عبارة "كُنتُ هُناكَ بَينَهم" فتشير إلى وعد يسوع قبل صعوده إلى السماء " كما قال:" هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إلى نِهايةِ العالَم " (متى 28: 20). وهذا النص قوي وهو تكرار لعبارة معروفة في الدين اليهودي، وردت في أقوال أحد الربانيين" إن اجتمع شخصان وتلا أقوال الشريعة، كانت שכינה) (حضور الله المقدس) بينهما ". هذه طريقة استعملها يسوع معلنًا أن "الله حاضر بيننا". يُعلق القدّيس قِبريانُس، أسقف قرطاجة " لقد أظهر بهذا القول أنّ عدد المصلّين غير مهمّ، إنّما ما يهمّ هو وحدتهم التي تستمطر عليهم النِّعَم. وضع المسيح وحدة النفوس في المقدّمة كما وضع السلام والاتفاق في المقام الأوّل" (عن وحدة الكنيسة). إن متى الإنجيلي يربط سلطان الحلِّ والرَّبط بحضور المسيح بين خاصته؛ إن الوعد قد أُعطي بنوع خاص لجماعة المؤمنين والمسيح بينهم، وذلك لتأديب أخٍ مخطئ "فإِن لم يَسمَعْ لَهما، فأَخبِرِ الكَنيسةَ بِأَمرِه. وإِن لم يَسمَعْ لِلكَنيسةِ أَيضاً، فَلْيَكُنْ عندَكَ كالوثَنِيِّ والجابي" (متى 18: 17)، وان سلطتهم لعمل ذلك تكرَّرت "ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء "(متى 18: 18). وتستند هذه الجَّماعَة في آخر الأمر إلى حضور المسيح في وسطهم. من المرجح أن المراد بكلمة يسوع هذه لا يقتصر على الوعد بحضوره لكل صلاة تُقام باسمه وهذا أمر بديهي، بل هو تشجيع جميع محاولات النصح والمصالحة بين الأخوة في حضن الكنيسة وهما لا يتحقّقان إلا باسمه. فوضع يسوع قوانين وأولى سلطات لتقى هذه الجَّماعَة المتماسكة إن عرّضتها الخطيئة للانقسامات أو للدمار. |
|