|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإِن لم يَسمَعْ لَكَ فخُذْ معَكَ رجُلاً أَو رَجُلَين، لِكَي يُحكَمَ في كُلِّ قضِيَّةٍ بِناءً على كَلامِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثة. تشير عبارة "لم يَسمَعْ لَهما" إلى الرَّفض والعِناد وعدم تقبل النُّصح الأخوي؛ أمَّا عبارة "فخُذْ معَكَ رجُلاً أَو رَجُلَين" فتشير إلى الخطوة الثانية لإصلاح الغير وإزالة الشر، وهي توسيع دائرة الأشخاص المدعوين للتدخل في الإصلاح. وهذ الخطوة لا تقوم على تأكيد خطأ الغير والشِّهادة ضدّه، وإنما على إقناعه بخطيئته وتنبيه ضميره وجعله يخجل من عِناده بوجود شهود، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم" ألا ترى كيف أنه يفعل هذا ليس من أجل العقوبة العادلة، وإنّما بقصد الإصْلاح". أمَّا عبارة "رجُلاً أَو رَجُلَين" فتشير إلى شاهدين يدلَّان على خطأ الخاطئ فيفهم أن شهادتهما صحيحة. لأنَّ إذا بقي المُخطئ في عناده، كان من أخذه معه، شاهدًا عليه عند رفع الدَّعوى إلى الكنيسة، وانَّه فعل كل ما امكنه لإزالة الخِصام عن طريق السَّلام. أمَّا عبارة "يُحكَمَ في كُلِّ قضِيَّةٍ بِناءً على كَلامِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثة" فتشير إلى ما ورد في شريعة موسى "لا يَقومُ شاهِدٌ واحِدٌ على أَحَدٍ في أَيِّ إثْمٍ وأَيَّةِ خَطيئَةٍ يَرْتَكِبُها، ولكِن بِقَولِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَةِ شُهودٍ تَقومُ القَضِيَّة" (تثنية الاشتراع 19: 15). فهذا المبدأ العادل والمعقول في الشريعة الموسوية، نقله السيد المسيح إلى العهد الجديد، وأثبته لخير الجَّماعَة المسيحية. |
|