|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ألعَلِّي إله من قريب يقول الرب، ولست إلهًا من بعيدٍ؟! إذا اختبأ إنسان في أماكن مستترة، أفما أراه أنا يقول الرب؟! أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب؟!" [23-24]. لعلَّه بهذا يوبخهم لأنهم يحسبون الله كالبعل، محدود في حجمه وفي موضع سكناه، غير قادرٍ على إدراك ما يحل بالأماكن المستترة. يسكن الله في السماء في الأعالي، وكأن الأرض كلها صغيرة بالنسبة له، يراها بكل خطاياها، ولا يقدر أحد ما أن يختفي عنه. وفي نفس الوقت يملأ السماء والأرض، أينما هرب إنسان يجد الله حاضرًا... فهو بعيد ومنزه عن كل الخليقة، وقريب جدًا وملاصق لها. بمعنى آخر يقول: الله منزه عن كل التصرفات التي يمارسها الكذبة، هو في الأعالي يعرف ويرى كل شيء، وهو قريب يود أن يلتقي الكل به! يؤكد النبي أن الله عالٍ عن الأرض، بعيد كل البعد عن أفكارهم الأرضية الترابية، هو يدرك كل أسرارهم، أما هم فلا يدركونه. ليتخلوا عن التراب الذي التصقوا به، فيرفعهم بروحه إلى سمواته، ويكشف لهم إرادته، بهذا تُنتزع عنهم صفة "الكذب". |
|