|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ها زوبعة الرب. غيظ يخرج ونوء هائج. على رؤوس الأشرار يثور. لا يرتد غضب الرب حتى يجري ويقيم مقاصد قلبه. في آخر الأيام تفهمون فهمًا. لم أرسل الأنبياء، بل هم جروا. لم أتكلم معهم، بل هم تنبأوا. ولو وقفوا في مجلسي لأخبروا شعبي بكلامي، وردوهم عن طريقهم الرديء، وعن شر أعمالهم" [19-22]. لا يقصد هنا بقوله "في آخر الأيام" [20] معني أخرويًا (إسخاتولوجيا) وإنما قصد أنه "بعد ذلك"، أو عندما تعبر هذه الأيام ويحل وقت التأديب. مرة ثانية يوضح النبوة الصادقة التي تقوم على إرساله الله نفسه للنبي، وحديثه معه، مع تمتع النبي بالحضرة الإلهية والوقوف أمامه. بمعنى آخر هناك حاجة إلى لقاء صادق مع الله، وقبول إرسالية صادقة، والنطق بكلمات الرب بصدق. يقول الرب: "لم أرسل الأنبياء بل هم جروا" [21]. ماذا يعني بكلمة "جروا"؟ كانوا مسرعين، شغوفين نحو إعلان رسائلهم الخاصة، وذلك كإلحاحهم "حلمت حلمت" [25]. إنهم يعملون بقوة وبسرعة وبلجاجة لكن عملهم باطل، لأنه مملوء كذبًا، لا يدفع إلى التوبة بل إلى التهاون والاستهتار. الأنبياء الكذبة وإن أخذوا صورة الجدية في السرعة في العمل واللجاجة لكن ثمارهم تُظهرهم (مت 7: 16)، لا يدفعون الناس إلى التوبة وتغيير حياتهم. لننتفع نحن منهم فنخجل من تراخينا في الشهادة لمسيحنا وتقديم الحياة الإنجيلية ولكن ليس بروحهم حيث البر الذاتي وعدم التمتع باللقاء مع المخلص والوجود الدائم في حضرته والاختفاء في وصيته! يقول: "في آخر الأيام تفهمون فهمًا" [20] وكما يقول القديس إيريناؤس: [لأن كل نبوة بالنسبة للبشر مملوءة غموضًا. ولكن إذ يحين الوقت، وتتحقق النبوة، تصير واضحة ومكشوفة]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | عظة إرميا النبي في دار بيت الرب |
آرميا النبي | ولا يقولون بعد حيّ هو الرب |
آرميا النبي | الرب برنا |
آرميا النبي | لئلا يخرج كنار غيظي |
آرميا النبي | يعلن الرب لإرميا النبي حدود خدمته |