|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ها أيام (بالتأكيد) تأتي يقول الرب، وأُقيم لداود غُصن بر، فيملك ملك وينجح ويجري حقًا وعدلًا في الأرض. في أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمنًا، وهذا هو اسمه الذي يدعونه به: الرب برّنا" [5-6]. يدعى اسمه: "الرب برنا" Yahweh-sidqenn. أقام البابليون صدقيا ملكًا، لكنه أظهر أنه غير مستحق لهذا الاسم، لأن كلمة صدقيا Sidqi-yahu تعني "بري هو الله". فكان لزامًا أن يُطرد من المُلك ليقوم مكانه ملك جديد، لا يقيمه البابليون، ولا يأتي بذراعٍ بشري، وإنما بخطة إلهية هيأ لها الله عبر الأجيال، خلالها يقدم الملك المسيا بره الإلهي برًا لنا، فنترنم بحق ونحن ننعم برعايته، قائلين: "الرب برنا". نردد مع الرسول بولس: "لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً" (1 كو 1: 29-30). خلال رعاية السيد المسيح، كلمة الله، نصير كاللاويين والكهنة، ليس لنا نصيب في أرض الميراث، بل يكون الرب نفسه نصيبنا وميراثنا، ننعم به بكونه الحكمة والبر والسلام والفداء، نحمله فينا، ونختفي فيه. يعلن مجده في أعماقنا ويستر ضعفاتنا بدمه الثمين، فنتبرر في عيني الآب، ونحسب حكماء وأبرارًا وقديسين ومفديين! في جراءة إرميا النبي نرفض صدقيا الذي ملَّكه البابليون علينا، ونقبل صدقيا الجديد الذي أقامه الآب، والذي نزل إلينا بحبه الفائق يحمل ثقل خطايانا ويهبنا بره. لنرفض البر ذاتي (صدقيا القديم) ونحمل بر المسيح (صدقيا الجديد). ويلاحظ في الآيتين [5، 6] يتحدث عن شخص المسيح الملك ورعايته الفائقة دون فصل بينهما، فمن لا يتعرف على شخص المسيا لا ينعم برعايته، ومن لا يقبل رعايته لا يدرك أسرار معرفته. إنه إذ يعلن عن ذاته ويكشف عن شخصه إنما يقدم لنا عملًا رعويًا، نقتنيه فنشبع ولا نعتاز إلى شيء! * كما تفصلنا خطايانا عنه، هكذا يجتذبنا برّنا مقتربين إليه. قيل: "وأنت بعد تتكلم أقول: هأنذا" (انظر إش 58: 9؛ 65: 24). القديس يوحنا الذهبي الفم |
|