|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لما كانت الشياطين تخاف الرب وترتعب منه، فلئلا تظنوا أن هذا كافٍ لخلاصنا، فإن المرتل فعل هنا كما فعل قبلًا (في المزمور السابق). فإنه إذ قال: "بدء الحكمة مخافة الرب" أضاف: "فطنة جيدة لكل عامليها" (مز 111: 10)، رابطًا التعليم بطريق الحياة المطابق له. هكذا هنا بعد أن أشار إلى المخافة، لم يتوقف عند المخافة التي حتى الشياطين لديها هذه المخافة، بل أضاف الآتي: "يجد طمأنينة كاملة بوصاياه"... لم يقل: "سيتمم وصاياه"، إنما قال: "يجد طمأنينة (سرورًا) كاملة"، مطالبًا بشيء آخر. ما هو هذا؟ أن نتممها بحماسٍ بكوننا محبين لها بغيرة، تابعين متطلباتها، محبين لها ليس لأجل المكافأة المُقَدَّمة عنها، وإنما من أجل الذي يصدرها. نمارس الفضيلة برضا، وليس خوفًا من جهنم، ولا خشية التهديد بالعقوبة، ولا من أجل الوعد بالملكوت، وإنما من أجل واضع الشريعة. في موضع آخر يظهر الشبع الذي يناله في وصايا الله، قائلًا: "ما أحلى قولك لحنكي، أحلى من العسل لفمي" (مز 119: 103). هذا ما يتطلع إليه بولس أيضًا، حيث يتحدث بطريقة غامضة هكذا: "لأنه كما قدَّمتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيدًا للبرّ للقداسة (للشبع)" (رو 6: 19). بمعنى كما بغيرة عظيمة ورغبة حارة سلكتم في الإثم، وهو لا يُقَدِّم مكافأة بل بالحري عقوبة وجزاء، هكذا اسلكوا في الفضيلة على نفس المنوال... محبة واضع الناموس تجعل الناموس لطيفًا، حتى وإن بدا أنه يحمل صعوبات... من يحب زانية لا يبالي بما يصيبه من تعسفٍ وشتائمٍ وضربٍ وعارٍ وطردٍ من المدينة وميراث من الأسلاف ولا من نظرة والده إليه، ويحتمل تبعات أخرى قاسية، محتملًا هذا كله برضا من أجل شهوة مُنْحَلَّة... هكذا إن كنتم تقبلون الوصايا بحماسٍ تجدونها خفيفة وسهلة. لهذا قال المسيح: "نيري هين وحملي خفيف" (مت 11: 30). القديس يوحنا الذهبي الفم |
|