|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* من يثبت في هذا الحب الكامل، بالتأكيد يتدرج إلى درجة أعلى وهي الخوف النابع من الحب، الذي هو ليس الخوف من العقوبة أو فقدان المجازاة، إنما الخوف النابع من الحب العظيم. فأي ابن في محبته للأب اللطيف لا يهابه، أو الأخ لا يخاف أخاه، أو الصديق صديقه أو الزوجة زوجها، ولكن ليس خوفًا من الضرب، بل حرصًا على مشاعر الحب لكي لا تُجرَح. فيحرص في كل كلمة وكل تصرف لئلا تفتر محبته تجاهه. يصف أحد الأنبياء عظمة هذا الخوف بدقة، قائلًا: "حكمة ومعرفة هما عن الخلاص، مخافة الرب هي كنزه"[23]، فلم يستطع أن يصف قيمة الخوف بوضوح أكثر من أن يقول إنه غنى خلاصنا الذي يتكون من حكمة الله ومعرفته الحقيقية اللتين لا يمكن حفظهما إلا بواسطة مخافة الرب. تدعو الكلمة الإلهية على لسان النبي في المزامير، ليس فقط الخطاة، بل والقديسين أيضًا، قائلة لهم: "اتَّقوا (خافوا) الربّ يا قديسيهِ، لأنهُ ليس عوز لمتَّقيهِ (خائفيهِ)" (مز 9:34). فمن يخاف الله بهذا الخوف بالتأكيد لا يعتاز شيئًا قط من الكمال. واضح أن ما تحدث عنه الرسول يوحنا هو الخوف من العقوبة، إذ قال: "الذي يخاف لم يكمل بعد في المحبة"، لأن الخوف له عذاب". يوجد فرق بين الخوف الذي لا ينقصه شيء، والذي هو كنز الحكمة والمعرفة (إش 6:33) والذي هو رأس الحكمة (مز 10:111)، وبين الخوف من العقوبة، هذا الذي يُستبعَد عن قلوب الكاملين بملء المحبة. لأنه "لا خوف في المحبَّة، بل المحبَّة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1 يو 18:4) . الأب شيريمون |
|