|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول العلامة أوريجينوس: ["فضرب فشحور إرميا النبي". يبدو أن فشحور كان ممسكًا بعصا في يده لأنه كان ساحرًا. إذا رجعنا إلى سفر الخروج نجد أن سحرة مصر كان عندهم أيضًا عصى، أرادوا بها أن ُيظهروا أن عصا موسى ليست من الله؛ لكن عصا الرب غلبت عصى السحرة وأكلتها. "ضرب فشحور إرميا النبي". أكد الكتاب صفة إرميا ورتبته: "النبي". إذن الذي ضَرب إرميا ضَرب النبي. ويذكر سفر أعمال الرسل أيضًا أن واحدًا ضرب بولس الرسول بأمر من حنانيا رئيس الكهنة، لهذا قال له بولس الرسول: "سيضربك الله أيها الحائط المبيض"، من الخارج له صورة رئيس كهنة عظيم ومن الداخل حائط مبيض، مملوء عظام أموات وكل نجاسة. لماذا نتكلم عن بولس وعن إرميا؟ فإن ربي يسوع المسيح هو نفسه يقول: "أسلمتُ ظهري للسياط وخدَّيَّ أهملتهما للطم، ولم أرد وجهي عن خزي البصاق". يظن بعض البسطاء أن ما حدث للسيد المسيح كان في أيام بيلاطس فقط، حينما أسلمه ليُجلد وحينما اشتكى اليهود عليه، أما أنا فأرى يسوع المسيح يُسلَّم ليُجلد في كل يوم. ادخل إلى معابد اليهود اليوم وأنظر كيف أن السيد المسيح يُجلد منهم من خلال التجاديف، كذلك أنظر إلى أبناء الأمم الذين يجتمعون ليشتكوا على المسيحيين، كيف يقبضون على يسوع المسيح الموجود في كل مسيحي ويقومون بجلده. تأمل يسوع المسيح الابن الكلمة كيف أنه مُهان ومرذول ومحكوم عليه من غير المؤمنين. أنظر كيف أنه بعد ما علَّمنا وأوصانا قائلًا: "من لطمك على خدِّك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا" قام هو نفسه بتنفيذ هذه الوصية فأهمل خدَّيه للطم. يوجد أُناس كثيرون يجلدونه ويلطمونه أما هو فلا يفتح فاه. حتى يومنا هذا، لا يرد يسوع المسيح وجهه عن خزي البصاق: لأن الذي يحتقر تعاليمه يكون كمن ينفض البصاق في وجهه]. |
|