"وقل اسمعوا كلمة الرب يا ملوك يهوذا وسكان أورشليم" [3].
لم يكن أحد يتوقع أن يقف إرميا عند باب الفخار حيث تُلقى القمامة ليوجه الحديث إلى ملوك يهوذا مع سكان أورشليم، لأنه ما كان ملوك يهوذا يدخلون من هذا الباب... لكن اشتراكهم في سفك دم الأبرياء (2 مل 21: 16؛ 24: 4) وتقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأوثان (2 مل 16: 3، 21: 6) جعلهم يُحصون مع الشعب الداخل في باب القاذورات ليسمعوا معهم كلمة توبيخ قاسية وصدور حكم إلهي عليهم جميعًا بغير محاباة! هذا وقد عاصر إرميا أربعة ملوك ليهوذا.
حقًا ما أصعب على نفس ملك يهوذا أن يأتيه الخبر بأن إرميا يوجه إليه رسالة عنيفة عند باب القاذورات والقاء القمامة... لكن هكذا نزل الملك بنفسه إلى هذا المستوى باشتراكه في الرجاسات الوثنية وعنفها!
أقول ما أصعب على أولاد الله الذين جعلهم الله ملوكًا وكهنة (رؤ 1: 6) أن ينحدروا بأنفسهم ليسقطوا تحت الحكم مع أولاد إبليس الأشرار باشتراكهم معهم في سلوكهم الشرير، وينحطوا أحيانًا إلى مستوى أدنى من الحيوانات!