|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأ أولًا برسالة الرجاء ليعلن أننا وإن كنا كطينة بلا قيمة، لكننا موضع سرور الفخاري القادر أن يحولنا إلى إناء المجد. الآن يقدم الجانب الآخر، وهو إن لم نقبل حبه وحنانه ونسلم حياتنا بين أصابعه يقوم بالتأديب لأجل خلاصنا أيضًا. إنه يقدم دروسًا قاسية لطينة عنيفة، قائلًا: "تارة أتكلم على أمةٍ وعلى مملكةْ بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها، فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس، فتفعل الشر في عيني، فلا تسمع لصوتي، فأندم عن الخير الذي قلت إني أحسن إليها به" [7-10]. أمتان: واحدة ُتقتلع والأخرى تُغرس! بجانب هذا التفسير، لنسمع أيضًا التفسير الذي يقدمه لنا الرب نفسه: "فصار إليّ كلام الرب قائلًا: أما أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت إسرائيل يقول الرب. هوذا كالطين بيد الفخاري أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل. تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها. وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس، فتفعل الشر في عيني فلا تسمع لصوتي فأندم عن الخير الذي قلت إني أحسن إليها به" [5-10]. هكذا نرى أن ما حدث في بيت الفخاري لا يشير من الجانب الرمزي إلى أحداث فردية (أي إلى قيامة الأفراد) وإنما يُقصد به أمتان أو مملكتان. من هما هاتان الأمَّتان؟ من هي الأمة الأولى التي يتكلم عليها بالقلع والهدم، ومن هي الثانية التي يعطيها الوعد بالبناء والغرس؟ الله في تهديده يهدد بحيث إذا رجعت الأمة وتابت لا ينفذ فيها التهديد، كما أنه في وعوده إذا رجعت الأمة وصارت غير مستحقة تحرم من تلك الوعود... |
|