|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بلا شك استرعى انتباه إرميا النبي الآتي: أ. بقوله: "وإذا هو يصنع عملًا على الدولاب" [3]، أوضح أن الفخاري لا يلهو بالطين أو يلعب به، إنما يعمل في جدية عملًا هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الله - الفخاري السماوي - موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ب. كيف يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك، ويفتح فوهته إلخ. ج. "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاءً آخر" [5]. يرى العلامة أوريجينوس في هذا النص مسئوليتنا الشخصية عن فسادنا. [لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ الإجابة ببساطة: أن النص يختص بآنية حيَّة تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول: "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه". احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، ويكون فسادك نتيجة لخطأك. يقول السيد المسيح: "ولا يخطفها أحد من يدي" (يو 10: 28)، كما أنه لا يستطيع أحد أن يخطفها من يده، كذلك لا يستطيع أحد أن يُفسدها. بذلك يمكنني أن أقول: أنه لا يستطيع أحد أن يخطف شيئًا من يدي الراعي الصالح أو ينزعنا من بين يدي الرب، إنما بإهمالنا يمكننا أن نسقط ونفسد ونحن بين يديه ]. |
|