|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل، كل الذين يتركونك يخزون؛ الحائدون عني في التراب (الأرض) يُكتبون، لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" [12-13]. عندما فرح الرسل في خدمتهم قائلين حتى الشياطين تخضع لنا وجّه السيد المسيح أنظارهم إلى ما هو أعظم، قائلًا: "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كُتبت في السموات" (لو 10: 20). الذي يُسجل اسمه في التراب يسمع الصوت الإلهي الذي قيل لآدم الأول: "أنت أرضي وإلى الأرض تعود"، أما الذي يُسجل اسمه في السماء فيُقال له: "أنت سماء وإلى السماء تعود". من يترك الرب المخلص يخزى، ومن يحيد عنه يُسجل اسمه في التراب لا في السماء، إذ يفقد الله حياته؛ "لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" [13]. "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادي، قائلًا: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب، ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجّد بعد" (يو 6: 37-39). ماذا يعني "لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" إلا أن رجاء الشعب في وسط القحط أن يلتصقوا بالله السماوي الحيّ، فيهبهم ذاته ينبوع مياه حية. إن كان قد دُعي الرب "رجاء إسرائيل" فقد سبق فرأينا أن كلمة رجاء يمكن ترجمتها أنها ينبوع أو بركة ماء (إر 4: 8)، مقدمًا نفسه لنا ينبوع مياه متى حلّ القحط والجفاف بالعالم. من جانب آخر كان اليهود يعتقدون أن الهاوية هو حالة عطش شديد، كما جاء في المزمور: "أجلسني في الظلمات مثل الموتى منذ الدهر... بسطتُ إليك يديّ، نفسي نحوك كأرض يابسة" (مز 143: 3، 6). وكأننا إذ نقتني الله - ينبوع المياه الحية - لن ندخل إلى الهاوية ولا نُعاني من الظمأ. |
|