|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حجلة تنطق بصوتها (الترجمة السبعينية)، تحتضن ما لم تبض، محصل الغني بغير حق، في نصف أيامه يتركه، وفي آخرته يكون أحمق" [11]. أما التعبير "في نصف أيامه يتركه" فجاء في العبرية يحمل معنيين: إما أن الشخص الغَني يترك غناه (بموته)، أو العكس الِغنى ذاته يترك الإنسان حيث يفتقر الأخير. ولعل إرميا النبي يقصد المعنى الثاني حيث يُساق الملك إلى السبي ويفقد خزائنه فكان غبيًا لأنه لم يسمع لصوت الرب، فقد غناه الزمني ومجده وأبديته. هكذا كل خاطي متمسك بشره، إنما يحتضن ما ليس له ليتركه، وقد تحدث إشعياء النبي عن الأحمق قائلًا: "لأن اللئيم (الأحمق) يتكلم باللؤم وقلبه يعمل إثمًا ليصنع نفاقًا، ويتكلم على الرب بافتراء، ويفرغ نفس الجائع، ويقطع شرب العطشان" (إش 32: 6). يرى القديس هيبوليتس أن هذا الطائر متعجرف، فإنه إذ ترى الحجلة عش حجلة أخرى به صغار دون أمه يصنع صوتًا تقلد به صوت الأم وتدعو الصغار إليها وتأخذهم وتجري بهم. فتبتهج متكبرة أنها استولت عليهم، لكن إذ تأتي الأم الحقيقية وتنادى بصوتها يكتشف الصغار خداع الأولى ويتركون المخادعة ويذهبون إلى الأم الحقيقية. هذا يحدث عندما يأتي ضد المسيح، فإنه يجتذب البشرية إليه بخداع ليملك على من هم ليسوا له ويعدهم بالخلاص مع أنه غير قادر على خلاص نفسه. |
|