|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كذكر بنيهم مذابحهم وسواريهم عند أشجارٍ خضرٍ على آكام مرتفعة" [2]. السارية هي عمود خشب مستقيم يُثبت على الأرض بجوار المذبح، وهو يمثل إلهة الخصوبة، هذه التي من أجلها وبخ الله شعبه قائلًا: "قائلين للعود أنت أبي" (إر 2: 27)، كنوع من السخرية، لأنها مؤنث ويخاطبونها كأبٍ لا كأم، أي فقدوا روح التمييز الطبيعي. يرى R.E. Clementsأن إقامة السواري مرتبط بطقوس خاصة بالخصوبة، إذ كانوا يتطلعون إلى الخصوبة والممارسات الجسدية كأمرين يمسان قوة الحياة السرية، لهما آثارهما حتى على محاصيل النباتات واخصاب الحيوانات. هذه القوة تصدر عن ممارسات بين الآلهة والإلهات، وإن ممارسة الرجال والنساء ومشاركتهم في هذه الطقوس تعطيهم قوة الحياة. لعله لهذا السبب كانت الرجاسات ُتمارس بجوار مذابح ُمقامة تحت كل شجرة خضراء على أكمة مرتفعة، لكي تقدم الآلهة الخصوبة للنباتات والحيوانات كما للإنسان. لا يقف الأمر عند خصوبة النباتات والحيوانات، وإنما هذه الممارسات -في ذهنهم- تهبهم قوة للصراع ضد قوى الموت السرية غير المنظورة. وكأن الخصوبة والجنس يمثلان حياةً أو موتًا، بقاءً أو دمارًا! لهذا لا نعجب إن ارتبطت المذابح والسواري بالممارسات الدنسة والرجاسات كطقس ديني، كما يظهر من (2 مل 23: 5-7). |
|