|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَظِلٍّ عِنْدَ مَيْلِهِ ذَهَبْتُ. انْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ [23]. كان داود النبي مِثْل متجولٍ لا مقر له إلى زمان طويل، ولم يكن لربه موضع يسند رأسه فيه (مت 8: 20). حين فُحِصَ السيد المسيح لكسر ساقيه مقل اللصين دهشوا أنه هكذا مات سريعًا. انتفض كجرادة، ليس لها مسكن ولا عش ولا موضع راحة. تتحرك جماعات الجراد حسبما يوجهها الريح، وأخيرًا تقذف بها الرياح في بحر فتغرق أو في برية فتهلك. هكذا في ميلاده لم يكن له بيت يولد فيه، وفي موته لم يكن له قبر، إنما قدَّم نيقوديموس قبره الجديد لدفنه. يرى القديس أغسطينوس أن الجرادة هنا تشير إلى تلاميذه أو أعضاء جسده الذين هربوا عند لحظات الصلب كالجرادة التي تنتقل من موضع إلى آخر. * "انتفضت" [23]، كيف ذلك؟ اضطهدوني، ورذلوني. طردوني من الناصرة، وذهبتُ إلى كفرناحوم. طُرِدتْ من كفرناحوم، وذهبتُ إلى بيت صيدا، وطُرِدتُ من هناك، وذهبتُ إلى أورشليم. أردتُ أن أُقيمَ مع شعبي، ومن هناك طردوني خارجًا. عاملوني كما لو كنتُ سربًا من الجراد. ماذا فعلتُ؟ هل غضبتُ؟ هل دافعت عن نفسي؟ هل لعنتهم؟ هل تركتهم؟ لا، لم أفعل شيئًا من هذا. ماذا فعلتُ؟ صليت لأجلهم. القديس جيروم * الجراد المُعَد للخطاة المستحقين التأديب يُعتَبَر بحق طعامًا لائقًا للتوبة. لذلك الخاطئ المتوجه من مكان الخطية إلى مكان التوبة، يطير إلى السماء على أجنحة المغفرة. كان النبي يُعَلِّم هذا عندما قال: "كظل عند المساء، انتفضت كجرادةٍ". الأب بيتر خروسولوجيوس أسقف رافينا |
|