|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيرًا، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ [6]. إذ تسلل روح الخيانة إلى فكر يهوذا وقلبه بسبب محبته للمال، أو لأنه لم يحتل المركز الأول بين التلاميذ، أعطى للشيطان أن يحتل مركز القيادة في أعماقه، وعوض أن يرى الرب عن يمينه يقدسه، ترك إبليس يحتل هذا المركز ليوجهه كيفما شاء. قيل عنه إنه شيطان (يو 6: 70)، كما قيل عنه: "دخله الشيطان" (يو 13: 27). سلَّم نفسه لهذا العدو، فقاده مسرعًا به إلى دماره. جعله يمارس الشر بجسارة، وبعد سقوطه فيه حطَّمه باليأس. * من يرفض الخضوع للمسيح يستحق أن يسيطر الشيطان (الشرير) عليه. القديس أغسطينوس * "فأقم أنت عليه شريرًا". إذ صليتُ عنهم وأنا على الصليب، وهم رأوا جراحاتي، وأعطيتهم الفرصة للتوبة، لكنهم ليسوا تائبين، ولا يريدونني ملكًا عليهم، فليكن الشيطان ملكًا عليهم. إنهم لا يريدون الملك يسوع، فليكن لهم الملك باراباس. باراباس الذي اسمه يعني "ابن الأب"، أي ابن الشيطان. * وقف الشيطان عن يمين يسوع لكي يتهمه. على أي الأحوال فإن هذا المزمور لا يعني أن الشيطان يريد مقاومة يهوذا، بل هو بالفعل قد انتصر عليه. في زكريا يريد الشيطان أن يقاوم يمين يسوع (زك 3: 1-3)، أما هو فهو بالفعل ساد على يمين يهوذا. القديس جيروم الأب أنسيمُس الأورشليمي* قول النبي هذا... ليس هو دعاء ضد يهوذا الخائن، ولا ضد الذين صلبوا المسيح، لكنه نبوة وعِلْم سابق فيما عتيد أن يكون لهم بسبب خبثهم... أما قوله "ليقف شيطان عن يمينه"، فمعناه إن كان ليهوذا مفاخر ومواهب رسولية التي هي كرامة اليمين، فهذه المفاخر يقف عليها الشيطان، أي يُتلفها ويفسدها. |
|