منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2023, 04:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

تثبيت إيمان الرُّسل








تثبيت إيمان الرُّسل

عرف التَّلاميذ أنَّ يسوع يصعد إلى اورشليم ليتألم كما ورد في الإنجيل " بَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21)، فأراد يسوع أن يُثبِّت إيمان تلاميذه، وذلك بتهيئة الطريق نحو الجسمانية والجلجلة والآلام والموت فاظهر سرَّ شخصه أمامهم في تَجَلِّي ألوهيته من خلال ثيابه المُتلألئة ووجهه المُشع نورًا سماويًا، إذ ظهر لهم كشمس البِرِّ، ونور العَالَم كما ورد في سفر العبرانيين "هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه " (العبرانيين 1: 3). وشهد الآب للابن "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى 17: 5) لكي يُرسِّخ إيمان الرُّسل بالابن على أنه ليس فقط ابن الإنسان ولكن أيضاً ابن الله.

أراد يسوع أن يُري رسله آية التَّجَلِّي، وقد أبى أن يُريها إلى الكتبة والفِرِّيسيِّين (متى 12: 39) وهكذا أعدَّهم لامتحان إيمانهم وقت صَلبه، بل مرافقتهم له في درب الآلام لخلاص البشر. وهكذا انفرد يسوع بتلاميذه لكي يُريهم أن طريق الآلام هي طريق المَجْد. ويُعلق القديس أفرام السرياني "صعد بهم إلى جَبَل عال لكي يُظهر لهم أمجاد ألوهيته. فلا يتعثّروا فيه عندما يرونه في الآلام التي قبلها بإرادته، والتي احتملها بالجَسد من أجلنا."

يقول الباحث الدكتور كامبل مورجان " إن ما رآه التَّلاميذ لم يكن بهاء اللاهوت، بل كان مَجْد النَّاسوت الكامل الذي هو بلا خطيئة". وان الرَّبّ في تلك اللحظة كان مستعدًا للرُّجوع إلى السَّماء بدون الموت-لانَّ الموت هو نتيجة للخطيئة، وكان هو بلا خطيئة-ولكنه للمرة الثانية ولىَّ ظهره للسَّماء لكي يشترك كإنسان فأكمل في سر الموت البشري". فالتَّجَلِّي يُبّين للرُّسل أنَّ سر المسيح لا يكمن في المَجْد فحسب، إنما أيضا في الآلام والموت. يدخل يسوع إلى المَجْد مارًا عبر الموت ويجرّ الإنسانية كلها خلفه. لذلك يسند التَّجَلِّي الإنسان في حمله الصَّليب والشهادة للسيّد المسيح.

أظهر يسوع مَجْده الذي هو أول صورة عن مَجْد القيامة. فشعر بُطرس في أعماقه أنَّه أمام حدث عظيم "فقال يا ربّ، حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا. فإِن شِئتَ، نَصَبْتُ ههُنا ثَلاثَ خِيَم: واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِموسى وواحِدَةً لإيليَّا". يبدو له وكأنَّ ملكوت الله قد حَلّ بشكل نهائي على الأرض. وكان بُطرس قد عاتب يسوع عندما "بَدأَ يُعَلِّمُهم أَنَّ ابنَ الإِنسانِ يَجِبُ علَيه أَن يُعانيَ آلاماً شديدة، وأَن يرْذُلَه الشُّيوخُ وعُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَل، وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أيَّام " (مرقس 8: 31). لكن التَّلاميذ لم يصدِّقوا ما سمعوا من يسوع عن مأساة الصَّليب وموته. فزجر يسوع بُطرس وقالَ له "انسحب! وَرائي! يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر " (متى 16: 23) وبيّن يسوع أن حَبَّة الحِنطة التي يُخيّل للنَّاس أنَّها ماتت في بطن الأرض، إنَّما تحمل في ذاتها سرَّ حياتها" الحَقَّ َ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يوحَنّا 12: 24)

نستنتج مما سبق أن التَّجَلِّي يُهيئ التَّلاميذ لإتِّباع يسوع على درب الجلجلة ورؤية القبر الفارغ. ويُعلق أفرام السِّرياني "صعد بهم إلى جَبَل لكي يُظهر لهم ملكوته قبلما يشهدوا آلامه وموته، فيرون مَجْده قبل عاره". وقد ثبَّت حدث التَّجَلِّي إيمان التَّلاميذ حيث إن لولاه لتزعزعت بعض تصريحات يسوع (لوقا 8: 31-34). وثبت الله إيمانهم بيسوع إلهًا ومسيحًا ومعلمًا بقوله لهم "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا))، وقوّى إيمانهم به إلهًا ومسيحًا بقوله "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ"، ومعلمًا بقوله " فلَهُ اسمَعوا". وفي الواقع بعد انتهاء الرؤية بقي الإيمان " فَرفَعوا أَنظارَهم، فلَم يَرَوا إِلاَّ يسوعَ وحدَه" (متى 17: 8).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلَّيت لئلاَّ يغرق إيمان بطرس فثبِّت اليوم إيمان شعبك
هل إيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة؟
لماذا بقى زمانًا بعد القيامة؟ | تثبيت إيمان التلاميذ


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024