|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ [4]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "لأن رحمتك قد عظمت فوق السماوات، وإلى السحاب حقك". * لا يوجد مخلوق لا يعتمد على حنو الله. كل واحدٍ منا في حاجة إلى عطف الله. جبرائيل وميخائيل والسيرافيم والشاروبيم. والقوات والسلاطين، جميعهم مُقَدَّسون بالحق، لكنهم يقفون في عوزٍ إلى مراحم خالقهم. لست أُقَلِّل من شأن الملائكة، إنما أعلن عن خالقهم، إذ الملائكة أنفسهم يقدمون له المجد بإرادتهم الحرة وبسرورٍ. يمكن أيضًا أن نُعَبِّر عما حملته هذه العبارة من فكرٍ بطريقة أخرى: حنوك يرفعنا من الأرض إلى السماء. "وحقك إلى السحاب"... كيف يبلغ حق الله إلى السماء؟ يقول ابن الله: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). وهو نزل إلى الأرض وتحدث مع البشر (باروخ 3: 38). كيف إذن حق الله في السحاب؟ واضح تمامًا أن النبي يشير إلى الرسل والقديسين. "قد عظمت فوق السماوات". الله لا يتعظم على الأرض. فإننا إذ نكون أرضيين لا نعَّظم الله، لكن إذ نتحول من أرضيين إلى سمائيين فإننا نعظَّم الله . القديس جيروم * قوله: "رحمتك قد عظمت فوق السماوات وإلى السحاب" معناه أن رحمتك هي أوسع وأعرض من السماء، وتُغَطِّي جميع خطايانا من فوق. وأن بداية الرحمة على الأرض ومنتهاها إلى السماء. وأعني أنك ترحم الناس الذين على الأرض، كما جاء أن الأرض مملوءة من رحمتك، ونهاية الذين يُرحَمون هو البلوغ إلى السماء. أما قوله "إلى السحاب" عن الأنبياء والرسل، فلكونهم مرتفعين وشرفاء، ولأن الله يُمْطِر تعاليمه ليروي الناس برسله وأنبيائه... قول النبي: "رحمتك عظيمة في السماوات" معناه أن لاهوته يعظمه الملائكة فوق السماوات. وأيضًا قد استعلن عظمته وجلاله للكافة عندما صعدت إلى السماوات، إذ كان يغشاه الناسوت حينما كنت على الأرض، أعني قبل صعودك إلى السماء كان الناس لا يعرفون عظمة لاهوتك. أما الآن فعرفوا أنك إله عظيم في السماوات ومُمَجَّد. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|