بينما يوصينا الكتاب المقدس أن نقاوم إبليس دائمًا، نجد الرب يسوع - له كل المجد - في الموعظة على الجبل يقول: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا» (متى5: 38 42). وهو هنا يُحَرِّضنا أن لا نقاوم مَن يُناصِبنا العداء من البشر، فنحن لا نُعادي أحدًا، ولا نرد الضرر بمثله، لكن من مبادئ ملكوت السماوات أن لا نقاوم مَن يصنعون بنا شرًّا. وهذا ليس تحريضًا على الخنوع والاستسلام كما قد يظن بعض الناس، لكننا في سبيل تمجيد الله أبينا نَقبَل أن نتحمَّل ما يفعله بنا الأشرار، ونحن ندرك تمامًا أن ما قد يسمح به الرب أن يَصِل إلينا من شر هو بلا شك محسوب بدقة متناهية وله غرض سامٍ لمجد الله ولخيرنا. صرخ داود قديمًا: «الْمُجَازُونَ عَنِ الْخَيْرِ بِشَرٍّ يُقَاوِمُونَنِي لأَجْلِ اتِّبَاعِي الصَّلاَحَ» (مزمور38: 20) ، فيالسعادتنا إن تألَّمنا من أجل البر (1بطرس3: 14) !