|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتزال الحياة اليومية: 10 «وَيَكُونُ حِينَ تُخْبِرُ هذَا الشَّعْبَ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَكَ: لِمَاذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَلَيْنَا بِكُلِّ هذَا الشَّرِّ الْعَظِيمِ، فَمَا هُوَ ذَنْبُنَا وَمَا هِيَ خَطِيَّتُنَا الَّتِي أَخْطَأْنَاهَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا؟ 11 فَتَقُولُ لَهُمْ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ آبَاءَكُمْ قَدْ تَرَكُونِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَذَهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدُوهَا وَسَجَدُوا لَهَا، وَإِيَّايَ تَرَكُوا، وَشَرِيعَتِي لَمْ يَحْفَظُوهَا. 12 وَأَنْتُمْ أَسَأْتُمْ فِي عَمَلِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكُمْ. وَهَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ وَرَاءَ عِنَادِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ حَتَّى لاَ تَسْمَعُوا لِي. 13 فَأَطْرُدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفُوهَا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَتَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى نَهَارًا وَلَيْلًا حَيْثُ لاَ أُعْطِيكُمْ نِعْمَةً. "ويكون حين ُتخبر هذا الشعب بكل هذه الأمور أنهم يقولون لك: لماذا تكلم الرب علينا بكل هذا الشر العظيم؟ فما هو ذنبنا؟ وما هي خطيتنا التي أخطأنا بها إلى الرب إلهنا؟ فتقول لهم: من أجل أن آباءكم قد تركوني يقول الرب، وذهبوا وراء آلهة أخرى وعبدوها وسجدوا لها، وإياي تركوا وشريعتي لم يحفظوها، وأنتم أسأتم في عملكم أكثر من آبائكم... فأطردكم من هذه الأرض إلى أرض لم تعرفوها أنتم ولا آباؤكم، فتعبدون هناك آلهة أخرى نهارًا وليلًا حيث لا أعطيكم نعمة" [10-13]. هذه العبارات [10-13] في الواقع هي مرثاة صغيرة في شكل أسئلة [10] يتبعها نطق بحكم على شعب يهوذا [11-13]. من الجانب الأدبي تستخدم هذه الطريقة في مواضع أخرىمثل (تث 29: 21-27، 1 مل 9: 8-9)، حيث تستخدم ثلاثة عناصر: أ. سؤال بخصوص حكم يصدر. ب. إجابة وتوضيح أن الحكم التأديبي بسبب جحود الشعب. ج. تقرير عن الكارثة التي بسببها أثير التساؤل. أُصيب ضمير هذا الشعب بالعمى فلم يعد يرى الحق؛ كما حلّ به الموت. ولم يعد يدرك حكمة الله، فدخلوا في تساؤلات تكشف عن عجزهم عن أن يسمعوا ويفهموا ويطيعوا [12]. كما يكشف عن محاولة تبريرهم لأنفسهم وإلقاء اللوم على الله عوض الاتضاع أمامه والاعتراف بخطاياهم. ومع هذا فإن الله في طول أناته لم يغضب بل أجاب على تساؤلهم، إذ يريد دائمًا الدخول في حوار مع الإنسان، والكشف عن الحق أمامه لأجل توبته، لكي يدركوا أن الله ليس بالآمر الناهي. يجيب الله على سؤال الشعب هكذا: أ. العقاب قادم لأن آباءهم تركوه (إر 2: 5، 13). ب. إن ما يفعلوه ليس بأفضل مما فعله آباؤهم، بل أشر. ج. لم ينتفعوا بخبرة آبائهم ومعاملات الله معهم. هذا لا يعني أن الله يدينهم من أجل آبائهم، وأنهم بلا عذر، إنما لأنهم سلكوا في ذات الطريق فصارت الخطية تمثل خطية جماعية تجتاز عبر العصور. غاية هذا القسم تأكيد أن العقوبة تتناسب مع نوع الخطأ، فقد عبدوا الآلهة الغريبة، لذا استحقوا أن يطردوا إلى بلادٍ غريبةٍ ليعبدوها هناك. لقد سحب الله الحقيقي بركته عنهم وفقد الشعب الأمان. حينما نصر على خطايانا، تطردنا خطايانا من الموضع الذي نحن فيه كأبناء لله. نُطرد من النور ومن الحضن الإلهي والمعرفة الإلهية لنخرج إلى أرض لا نعرفها، أي إلى الظلام وعدم المعرفة. تفقد النفس سعادتها التي تجدها في المعرفة الإلهية والخدمة الإلهية واختبار الحب الإلهي. بقوله "نهارًا وليلًا" يعلن أنهم يمارسون عبادتهم للآلهة الأخرى بإرادتهم، حتى في الليل، حيث لا يلزمهم أحد بذلك. |
|