|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"جلست وحدي لأنك قد ملأتني مرارة" [17](LXX) . يقول العلامة أوريجينوس: ["لأنني قد امتلأت مرارة" [17]. إن كان الطريق المؤديإلى الحياة ضيق وكرب (مت 7: 14) لا يمكنك أن تتمتع بأية عذوبة الآن، بل عليك أن تمتلئ بمرارةٍ في هذه الحياة. ألا تعلَم أن عيدك يُحتفل به على أعشاب مُرّة؟ يقول الكتاب المقدس أنه حينما تحتفل بالعيد لا بالعهد الإلهي أن تأكل فطيرًا على أعشابٍ مُرّة (خر 12: 8). ماذا يعني الكتاب حينما يؤكد أنه للاحتفال بأي عيدٍ خاص بالرب لا بالعهد الإلهي من أكل الفطير على أعشابٍ مُرّة؟ هلموا نبحث هذا الموضوع. موضوع "الفطير" سبق أن شرحه لنا بولس الرسول عندما قال: "إذًا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1 كو 5: 8). ينبغي أن يكون التفسير الذي أضيفه موافقًا ومناسبًا لتفسير الرسول ومكملًا له. يجب عليك أن تفهم ماهي الأعشاب المُرّة، حينما تربط بينها وبين كون الفطير "فطير الإخلاص والحق"؛ فبمجرد أن يكون عندك إخلاص وحق تجد أمامك أعشابًا مُرّة، وتأكل مع الأعشاب المُرّة فطير الإخلاص والحق. ينطبق هذا على بولس الرسول: فلأنه كان يأكل فعلًا فطير الإخلاص والحق، بسبب ذلك كان يأكل أيضًا "الأعشاب المُرّة". كيف كان ذلك؟ قال: "أفقد صرت إذًا عدوًا لكم لأني أَصْدُقُ لكم؟!" (غلا 4: 16). كيف كان يأكل أيضًا الأعشاب المُرّة؟ كان يأكلها كالآتي: "في كدٍ وتعبٍ، في أسهارٍ مرارًا كثيرة، في جوعٍ وعطشٍ إلخ." (2 كو 11: 27-28). ألا يعتبر ذلك كله "حقًا" مع أعشابٍ مُرّة؟ أو فطيرًا على أعشاب مُرّة؟ تقول الشريعة: "كلوا فطيرًا مع أعشاب مُرّة" ولم تقل: "كلوا فطيرًا مع أعشاب مُرّة حتى تمتلؤا وتشبعوا"؛ لذا فإن النبي قد فعل أكثر مما تتطلبه الشريعة، فهو يقول: "لقد امتلأت مرارة" ولم يقل: "قد أكلت مرارة"، أي: قد أخذت نصيبي من المرارة بما فيه الكفاية]. لماذا كان وجعي دائمًا؟! ["لماذا يكرهوني ويغضبون على دائمًا؟" (LXX) لقد عانَى إرميا من مضايقات كثيرة، وتألم بسبب الذين لم يريدوا أن ينصتوا للحق والذين كانوا أقوى منه هنا على الأرض فقط، لأن ملكوت الله ليس من هذا العالم بل من فوق. كما يقول المخلص: "لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود" (يو 18: 36). إذًا الذين كانوا يضايقون النبي كانوا يضايقونه في هذا العالم فقط. انظروا أيضًا الشهداء: يجلس القاضي على مقعده على منصة الحكم ليقضي ويحكم وهو في غاية الراحة، بينما يقف الإنسان المسيحي الذي "يحاكم السيد المسيح فيه"، وقد "امتلأ مرارة" وهو موضوع تحت رحمة إنسانٍ غير عادل ليُحكم عليه ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 86: 13) لأنك من الموت خلصت حياتي |
شكراً لأنك قطعة السكر التى تمحى مرارة ايامى |
عودتك الآن لن تنسيني مرارة ما عشته وحدي كل هذا الوقت |
لمن آلمتني يا زماني |
أشكرك لأنك ملأتني بالروح القدس، |