حدثت هذه المعجزة بعد مشهد جبل التجلي. فعلي الجبل إعلان مجد المسيح وحضوره الذي يحوِّل الليل إلى نهار؛ مشهد تمنّي بطرس ألا ينتهي. ولكن بالأسفل، كان الشيطان يعمل ويتسيَّد في ظلمة ليل غياب المسيح، ويعذِّب هذا الشاب المسكين، والكتبة يحاورون التلاميذ العاجزين عن إخراج الشيطان من هذا المسكين، وذلك لعدم إيمانهم. وهنا ظهر الرب الذي أخرج الشيطان ووبَّخ عدم الإيمان.
الشيطان والانسان: قال المسيح إن السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. ومن الشواهد المذكورة نفهم أن الشيطان استلم هذا الشاب منذ صباه، وصار يصرعه، ويُرضِّضه، ويمزّقه، ويصيبه بالتشنج، ويمرغه في التراب، ويلقيه في النار والماء ليهلكه، وجعله أخرس وأصم. يا للعجب! فماذا بقي في الإنسان من آدمية؟ وكم أذل الشيطان الإنسان. هذه الحالة جعلت أبو الولد يشك في قدرة المسيح لذا قال له «إن كنت تستطيع شيئًا فتحنن علينا وأعنا» ولكن هل يستحيل على الرب شيء؟
في معجزة المرأة الأممية رأينا أم تصرخ لأجل ابنتها، وهنا أب يطلب لأجل ابنه، وهذا يشجع الآباء مهما وصل حال الأبناء فالإيمان يفعل المستحيل.