|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأشرافهم أرسلوا أصاغرهم للماء. أتوا إلى الأجباب فلم يجدوا ماءً. رجعوا بآنيتهم فارغة. خزوا وخجلوا وغطوا رؤوسهم" [3]. إذ حلّ القحط لم يفكر حتى الأشراف - أصحاب السلطة - في الأكل، وإنما في ماءٍ للشرب. يُمكن للإنسان أن يحتمل الجوع أكثر من العطش. لقد أرسلوا أصاغرهم، هنا الكلمة العبرية تعبر عن الخدم الذين هم غالبًا ما يكونوا صغارًا في السن وأقل في المركز الاجتماعي ، فإنهم أسرع وأقدر على البحث عن الماء وحمله. حملوا أواني سادتهم وانطلقوا إلى حيث مصادر المياه من أحواض أو برك، لكنهم رجعوا بها فارغة. لم يثر الأشراف عليهم، بل أُصيبوا بحالة إحباط إذ ملأهم العار والخزي، ربما لشعورهم بالضعف الشديد. لم يعد في سلطانهم أن يجدوا كأس ماء يشربونه بعد أن كانوا يعيشون في ترفٍ ولهوٍ، لا تفرغ مخازنهم من الخيرات وآنيتهم من الخمر... الآن لا يجدون كوب ماء! يحل بهم العار، إذ يشعرون أن بركة الرب إلههم قد فارقتهم، وأنه قد بدأت سلسلة من الكوارث لا يُعرف نهايتها. ولعلهم صاروا في خزي لأنهم شعروا بضرورة الانسحاب من العالم الذي لم يعد يقدم لهم الحياة بل الموت جوعًا وعطشًا! أما تغطية الرأس [3-4] فعلامة على الرعب والحزن، كما فعل داود حين هرب من وجه ابنه أبشالوم (2 صم 15: 30). |
|