|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كلمة الرب التي صارت إلى إرميا من جهة القحط" [1]. يتحدث النبي عن قحط يحل بيهوذا كتأديبٍ إلهي، ويتكرر الأمر في الأصحاح 17، لذا يرى البعض أن النبي نطق بالنبوات الواردة في هذه الأصحاحات الأربع (14-17) أثناء فترة القحط الذي حلّ في أواخر أيام يهوياقيم وفي أيام خليفته. يظهر من صيغة الجمع في اللغة العبرية لكلمة "القحط" أن مدة القحط كانت طويلة الأمد كما حدث في أيام إيليا النبي (1 مل 17، يع 5: 17). بعد فترة وجيزة من حكم يهوياقيم، عاد فرعون نخو إلى مصر، وكانت نينوى في طريقها إلى السقوط، بينما كانت بابل تتزايد عظمة لتقضي على نينوى وتنافس مصر، وتسبي يهوذا؛ كان السوس ينخر في عظام شعب يهوذا، إذ تدنس بشرورٍ لا حصر لها. اكتسحت البلاد حالة قحط شديدة للغاية كآخر إنذار إلهي بالخراب العاجل القادم قبل السبي. حلَّت الكآبة بالبلاد، إذ فقد الشعب الأمطار الغزيرة التي تتدفق من الجبال خلال الأنهار وتملأ الينابيع، فاحترقت المراعي الخضراء وذبلت النباتات. أرسل الأغنياء عبيدهم يطلبون ماءً بلا جدوى، وكان يليق بالكل أن يلجأوا إلى الله بالتوبة ليفتح أمامهم أبواب مراحمه، حتى لا يفارق مجد الرب بيته كما تنبأ حزقيال. جاء وصف القحط هنا يكشف عن حال النفس التي ترفض مياه الروح القدس التي أعلن عنها السيد المسيح: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب؛ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 37-38). |
|