|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هكذا قال الرب لي: اذهب واشترِ لنفسك منطقة من كتان وضعها على حقويك، ولا تدخلها في الماء... فصار كلام الرب إليّ ثانيةً قائلًا: خذ المنطقة التي اشتريتها التي هي على حقويك، وقم انطلق إلى الفرات واطمرها هناك في شق صخر... وكان بعد أيام كثيرة أن الرب قال لي: قم انطلق إلى الفرات Perath وخذ من هناك المنطقة التي أمرتك أن تطمرها هناك. فانطلقت وحفرت وأخذت المنطقة من الموضع الذي طمرتها فيه، وإذا بالمنطقة قد فسدت لا تصلح لشيء. فصار كلام الرب إليّ قائلًا... هكذا أفسد كبرياء يهوذا وكبرياء أورشليم العظيمة" [1-9]. طلب الله من إرميا أن يشتري لنفسه منطقة جديدة من الكتان، وأن ينطلق بها إلى الفرات ويطمرها. ماذا كانت مشاعر إرميا حين وجدها قد فسدت؟! بلا شك كانت نفسه مرّة، اشتراها بفضته، وألصقها بحقويه إلى لحظات، وتكلف مشقة السفر إلى الفرات أكثر من مرة. وأخيرًا وجدها فاسدة لا تصلح لشيء! إنها ثمينة في عينيه! فكم بالأكثر تكون النفس ثمينة في عيني الله الذي اقتناها لنفسه بعد أن خلقها وأوجد كل العالم لأجلها، ولأجل خلاصها أرسل الناموس والأنبياء وأخيرًا تجسد الكلمة الإلهي وقدم دمه الثمين ثمنًا لتجديدها وخلاصها؟! أدرك إرميا أنه ما كان ينبغي عليه أن يتساءل حتى في داخل نفسه: لماذا تُنجح طريق الأشرار؟! إنها نفوس ثمينة هلكت، يترقب الله خلاصها بكل وسيلة. |
|