|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضبعة نهمة على فريستها، إذ يقول: "جارحة ضبع ميراثي لي" [9].قدمت لها أرضي ميراثًا لتنعم وتستريح، فإذا بها كالطير الجارح أو كالضبع الذي يهاجم الفريسة بنهمٍ! هجموا على ميراثي وافترسوه! حسبوه جثة ميتة! . طيور جارحة تجتمع حول الفريسة معًا كما في عيدٍ مفرح! "الجوارح حواليه عليه. هلم اجمعوا كل حيوان الحقل، إيتوا بها للأكل" [9]. في التشبيهات الثلاثة يبرز الله كيف تحول شعبه الذي يدعوه "حبيبة نفسه" إلى طبيعة مفترسة نهمة تتهلل بالشراسة والافتراس، تحتقر ميراثه وتحسبه جثة ميتة لا تستحق إلا الأكل! ما أبشع جحود الإنسان لله خالقه ومخلصه، ولعطاياه الفائقة! يقول العلامة أوريجينوس: ["صار لي ميراثي كأسدٍ في الوعرٍ". انقلب هذا "الميراث" الذي أخذه على الأرض ضده مثل وحشٍ مفترسٍ، وتحول "ميراثه" إلى مجموعة من اليهود الشرسين الهائجين ضده مثل "أسدٍ في الوعر"... الآن أيضًا توجد أسود في الوعر يريدون أن يجدفوا على المسيح، كما يتآمرون على الذين يؤمنون به... "جارحة ضبع ميراثي لي"، ما زال يتنبأ على هذا الميراث: "جارحة ضبع ميراثي لي". جارحة الضبع من أشرس الحيوانات، تحوم حول المقابر لتفترس الجثث. "الجوارح حواليه عليه. هلم اجمعوا كل حيوان الحقل إيتوا بها للأكل": بما أنهم قد وصلوا إلى هذه الدرجة، فإنني آمركم أيها الملائكة أن تذهبوا وتجمعوا كل الحيوانات المفترسة وأن تطرحوا أمامهم هؤلاء الناس. إذا كان الله لم يشفق على شعبه المختار، فكم بالأكثر لا يشفق علينا نحن أيضًا. إننا إذا لم ننفذ وصية الله وكلام الإنجيل سيقول من جديد: "هلم اجمعوا كل حيوان الحقل إيتوا بها للأكل"، لكننا نتجرأ لنقول في صلواتنا: "لا تُسَلِم للوحش نفس يمامتك" (مز 74: 19)، أو "لا تسلم للوحوش المفترسة النفس التي تعترف لك بخطاياها". لنعترف إذًا بخطايانا تائبين عنها، فلا نُسلَّم للوحش، وإنما للملائكة القديسين الذين سيكونون بمثابة مرضعين لنا، يحملوننا على صدورهم، ويساعدوننا على العبور من هذا العالم إلى العالم الآتي في يسوع المسيح الذي له القوة والمجد إلى أبد الآبدين]. |
|