|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأسد الذي يزأر في البرية لا ليجد فريسة وإنما ليخون إلهه: "صارلي ميراثي كأسدٍ في الوعر، نطق علىً بصوته، من أجل ذلك أبغضته" [8]. كثيرًا ما يُشبه الله بالأسد الذي يدافع عن شعبه، إذ قيل: "إن الرب يزمجر من صهيون، ويعطي صوته من أورشليم" (عا 1: 2)، ودُعي السيد المسيح: "الأسد الذي من سبط يهوذا (رؤ 5: 5)، وقيل عنه وهو على الصليب: "ربض كأسدٍ" (تك 49: 9). يتقدم المعركة كأسدٍ قادر على تحطيم عدو الخير الذي يجول كأسدٍ زائرٍ ليبتلعهم فريسة سهلة (1 بط 5: 8). ويود الله أن يقيم من كل مؤمنٍ أسدًا لا يخشى عدو الخير، بل يحمل روح إلهه، روح القوة. أما أن يسيء استخدام طاقاته ومواهبه فيوجهها ضد الله، عندئذ يُحسب كأسدٍ يزأر ضد من وهبه القوة، ضد الله خالقه ومخلصه، فيلقي بنفسه في دائرة غضب الله. هذا ما عبّر عنه بقوله: "من أجل ذلك أبغضته" [8]. بدقة عجيبة يعاتب الله شعبه قائلًا: "صار لي ميراثي كأسدٍ في الوعر"، لقد أتيت به إلى أرض الموعد التي تفيض عسلًا ولبنًا، ليكون ميراثًا لي، فإذا بشره يحول أرض الموعد إلى وعرٍ وخرابٍ، ويستخدم عطاياي ضدي. ميراثي الذي اخترته لي صار ضدي! "نطق عليّ بصوته"، هذا الذي كان تحت عبودية فرعون لا يقدر أن ينطق بكلمة تحت جلدات المسخرين اللاذعة، أعطيته الحرية فرفع صوته ضدي! |
|