|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا زال هناك أبطال مثال شهداء ليبيا لفت نظر الجميع، الثبات الذي تمتَّع به الضحايا ونِصال الذبح تمتد إلى أعناقهم بوحشية الغادر، ولم يَخفَ على أحدٍ كلماتهم الأخيرة التي ظلّوا يرددونها حتى آخر نسمة “يا رب يسوع” لقد شهد قتلتهم بذلك. رجال لم أرَهم ولا مرة بالوجه، لكني شعرت بمحبة شديدة نحوهم، وباحترام لا يمكن وصفه بالكلمات، فأقل ما يُقال إنهم أبطال. وبِغَضِّ النظر عن محاولات الكثيرين لتفسير هدوئهم بنظريات مختلفة، إلا إني رأيت فيهم شبهًا من استفانوس، شهيد المسيحية الأول، الذي يُخبرنا الكتاب كيف تلقّى العون من الرب يسوع شخصيًا (أعمال7)، فقَبلوا الموت من أجل اسمه. ألمح القتلة بأن الضحايا ماتوا على إيمانهم بالمسيح، ولم يقبلوا غير ذلك، وتم في كل منهم القول «لَمْ تُنْكِرِ اسْمِي» (رؤيا3: 8)؛ فحقَّ لهم الوعد «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» (رؤيا2: 10). * كما شاركهم البطولة أهاليهم الذين ظهروا في وسائل الإعلام المختلفة، وبعكس المتوقع؛ لم يطلبوا نقمة ولا خرجت من أفواههم كلمات صعبة في حق من قتلوا أولادهم، بل في صبر وتسليم للرب طالبين أن يفتح الرب عيون “الداعشيين” ليروا النور، نور المسيح. نعم الفريقان (الأبناء والأهالي) أبطال، لعلّهم يشجعون الكثيرين من العاثرين، ويزيدون إيمان الكثيرين. * |
|