ان العظمة الحقيقية للعذراء لا تقاس طبقا لقواعد البشر الفارغة ولكن طبقا لقواعد الله، فهو وحده العظيم بذاته وفي رؤيته لا شيئ عظيم الا العلاقة معه. ياترى ما قيمة كل الأبطال المملوء بهم العالم ويحوزون إعجاب البشر اذا ما قورنوا مع أناس روحانيون يتمتعون بفضائل إلهية ويمارسونها؟
ان المسيحي الحقيقي ليس هو من نوع البطل الذي يمتلك البطولة تبعا للظروف وليس هو عن صدفة ولموقف ما اصبح بطلا بل هو بطل خلال حياته كلها على الأرض فبطولته ومجده هو في تخطي الموانع التي قد تقف في طريقه للوصول الي هدفه والذي هو ان يمتلك الله ويسكن معه للأبد. هل هناك أي شيئ آخر أعظم من ان نكون في الله وهو فينا ولنحيا معه الأبدية كلها؟ عندما تتحدث الكتب المقدسة عن إبراهيم وموسى وداود أعظم البشر على أرضنا ولقد عرفوا بأنهم خدام الله وهذا اللقب يشمل كل من يبذل ويقدم حياته الي الله “ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.“(عبرانيين28:12).