|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يصف النبي كيف انتزع الله كرمه، أو كيف سلّم شعبه للسبي هكذا: أ. باطلًا حاول شعب يهوذا أن يحمي نفسه من العدو، إذ يقولون: "لماذا نحن جلوس؟ اجتمعوا فلندخل إلى المدن الحصينة ونصمت هناك. لأن الرب إلهنا قد أصمتنا" [14]. أدركوا أن الخطر قد حلّ بهم فقرروا الدخول إلى المدن الحصينة، لا ليستعدوا للمقاومة، بل في خيبة يصمتون أمام هذا الحدث الرهيب الذي سمح به الرب لهم لتأديبهم، ينتظرون لحظات الموت وهم في رعبٍ. تتحول مدنهم الحصينة إلى مقابرٍ جماعية! ب. قدم الله لهم الكأس التي ملأوها لأنفسهم، كأس سم الخطية المرّ والمميت: "وأسقانا ماء العلقم لأننا قد أخطأنا إلى الرب" [14]. ولعله قصد بذلك الماء الذي ُيقدم للزوجة الخائنة لامتحان أمانتها لرجلها (عد 5: 11-31)، فإن ثبتت خيانتها تُقتل. ج. فقدوا السلام الذي وعدهم به الأنبياء الكذبة: "انتظرنا السلام ولم يكن خير" [15]. تأكدوا أن الرجاء الذي قُدم لهم كان كالسراب المخادع. د. فقدوا تسكين الجراحات الذي قدمه الكذبة لهم كشفاء، وحلّ عوض راحة الضمير رُعب وخوف: "وزمان الشفاء وإذا رعب" [15]. ه. جاء العدو بعنف شديد حتى سُمعت حمحمة خيله في أورشليم عندما دخل العدو في دان، وهي الحدود الشمالية للبلاد التي دخل منها العدو (حاليًا منطقة الجولان)؛ وعند صوت صهيله ارتجفت كل الأرض [15]، لأن العدو ضخم للغاية. و. جاء عدوهم ليأكل ويلتهم مفترسًا كل من يلتقي به: "فأتوا وأكلوا الأرض ومِلأها، المدينة والساكنين فيها" [16]. ز. ضربة لا علاج لها، كسم الحيات التي لا تُرقى. "لأني هأنذا مرسل عليكم حيات أفاعي لا تُرقى فتلدغكم يقول الرب" [17]. في القديم "أرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون" (عد 21: 6)، وقد "صنع موسى حيَّة من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حيَّة إنسانًا ونظر إلى حيَّة النحاس يحيا (عد 21: 9). أما وقد أصر الشعب على المقاومة ففي هذا التأديب أرسل حيات أفاعي لا تُرقى. |
|