|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد أن تحدث عن خطورة الاهتمام بالكتاب المقدس (الشريعة) لحفظه في الهيكل دون الالتصاق بالله وحده يؤكد أيضًا خطورة قبوله في غير توبة أو الرجوع إلى الله، إذ يقول: "وتقول لهم هكذا: هل يسقطون ولا يقومون؟ أو يرتد أحد ولا يرجع؟ فلماذا يرتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا؟! تمسكوا بالمكر. أبوا أن يرجعوا" [4-5]. يبدأ الحديث بالجمع "يسقطون"، ويكمل بالفرد "يرتد"، لعله أراد تأكيد أن الله ينتظر رجوع الشعب كله كابنة واحدة له، كما يترقب توبة كل عضوٍ في الجماعة، أي يطلب التوبة الجماعية كما التوبة الشخصية. فكما انغمس الشعب كله في الشر، وأحب كل عضو منهم الخطية هكذا تكون أيضًا التوبة. يرى بعض المفسرين اليهود أن صيغة الجمع هنا تشير إلى الشعب وصيغة المفرد إلى الله، وكأن تفسيرهم هو هذا: "هل يعود الشعب إلى الله بعد سقوطهم، ولا يرجع الله إليهم؟! يرى البعض أن ما جاء بصيغة الجمع يشير إلى الجانب السلبي وما جاء بصيغة المفرد يشير إلى الجانب الإيجابي، وكأن التفسير هو: هل يسقط الشعب في الشر ويبقى في سقوطه دون قيام؟! هذا هو الجانب السلبي، أما الإيجابي فهو: هل يرتد أحد إلى الله ولا يجد الله راجعًا إليه؟! هكذا يؤكد إرميا النبي الالتزام بالتوبة كعمل رئيسي في تمتعنا بالشريعة، فإننا وإن سقطنا يترقب الله قيامنا، وإن عاد قلبنا إليه نجده ينتظرنا ليحملنا فيه. يطلب الله عودتنا إليه باستمرار، بل ونمونا في الشركة معه، وذلك بفضل نعمته العاملة فينا، ولكن ليس بغير إرادتنا، لأن الله يقدس الحرية الإنسانية. |
|