وكان نعمان رئيس جيش مَلك أرام رجلاً عظيمًا عند سيده مرفوع الوجه،
لأنه عن يده أعطى الرب خلاصًا لأرام. وكان الرجل ... أبرص
( 2مل 5: 1 )
ولكن كيف يتسنى له أن يسمع عن النبي الذي يشفيه من برصه؟ وهنا تظهر الحلقة الثالثة من سلسلة مقاصد الله. في الحرب بين أَرام وإسرائيل سُبيت فتاة صغيرة وأُخذت لتخدم امرأة نعمان. بنت إسرائيلية صغيرة مسبية في أرض أَرام، ماذا تستطيع أن تعمل؟ كيف تستطيع أن تؤدي خدمة لله؟ ومَن ذا يميل لسماع صوتها؟ إن عمرها لا يُوجه إليها الالتفات، ومركزها لا يعطي لكلماتها قيمة، وبحسب الظاهر لا يمكن لها أن تعمل عملاً، ولكنها قد عملت ما قدرت عليه، وكان هذا هو كل المطلوب. أخبرت سيدتها أنه يوجد نبي في السامرة، وقد وصلت كلماتها إلى أذني ملك أَرام، فأرسل نُعمان إلى السامرة ليبرأ، بل ليحصل على أكثر مما يطلب كما هو الحال دائمًا عندما يتنازل الرب بنعمته ليعطي. فقد طلب الصحة فحصل على النور. اشتاق إلى الشفاء فنال الحياة، إذ عرف مَن هو الإله الحقيقي، وصار ساجدًا ليهوه.