|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَمَــسَ الأَبْرَصَ "فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ" ( متى 8: 3 ) يلفت النظر أن المسيح مدّ يده أولاً ولَمَسَ الأبرص، قبل أن يُطَهِّره. وذكرت البشائر الإزائية كلها هذه اللمسة لأهميتها ( مت 8: 3 ؛ مر1: 41؛ لو5: 13)، بالرغم من أن المسيح - طبعًا - كان يستطيع أن يُجري المعجزة دون لَمْسِهِ، كما حدث فعلاً في حالات كثيرة أخرى. لكن هناك معنى جميلاً للمسة المسيح لهذا الرجل. فهذه اللمسة، وإن لم تكن لازمة لبرء الجسد، فقد كانت نافعة لتشجيع النفس. فالأبرص ممنوع أن يلمسه أي شخص، وعليه فقد عاش وقتًا وكأن عليه لافتة: "ممنوع الاقتراب"، و"ممنوع اللمس"؛ لكن المسيح اقترب إليه بالنعمة، ولمسه بالحنان، وطهَّره. وبذلك فقد أظهر المسيح القوة في شفائه، والنعمة في احتوائه! بحسب الناموس كان مَن يلمس الأبرص يتنجس ( عد 5: 2 )، لكن المسيح لمس الأبرص، فطهَّره من برصه! ذلك لأن المسيح، وإن كان قد وُلد تحت الناموس، لكنه لم يكن مجرد إنسان تحت الناموس. لقد وضع نفسه بالنعمة في هذا المكان، ولكنه هو الله (الذي) ظهر في الجسد ( 1تي 3: 16 ). وليس سوى الله الذي من حقه أن يقول آمرًا: "أُرِيدُ". وهو تعبير لا يدل على السلطان فحسب، بل على الصلاح أيضًا، هذا الصلاح الذي لا يُوجد إلاَّ في الله "لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ الله" ( مت 19: 17 ). وما أمجد هذا المشهد، فها نحن نرى الله الذي أعطى الناموس، يسمو فوق الناموس بالنعمة! وجميلة كلمة "لِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ". فالشفاء من هذا المرض الخطير اللعين كان فوريًا! ربما كان هذا المريض، الذي يُسجل البشير لوقا عنه أنه "مَمْلُوءٌ بَرَصًا" ( لو 5: 12 )، قد تآكلت بعض أجزاء جسده. إلا أن لمسة الرب أعادت لَحْمه "كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ" ( 2مل 5: 14 ). لربنا المعبود كل المجد. |