|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرثاة على رفض الله بيته: 29 « جُزِّي شَعْرَكِ وَاطْرَحِيهِ، وَارْفَعِي عَلَى الْهِضَابِ مَرْثَاةً، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ رَفَضَ وَرَذَلَ جِيلَ رِجْزِهِ. 30 لأَنَّ بَنِي يَهُوذَا قَدْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَضَعُوا مَكْرَهَاتِهِمْ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي لِيُنَجِّسُوهُ. 31 وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتِ تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ بِالنَّارِ، الَّذِي لَمْ آمُرْ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. 32 «لِذلِكَ هَا هِيَ أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلاَ يُسَمَّى بَعْدُ تُوفَةُ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. وَيَدْفِنُونَ فِي تُوفَةَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ. "جزّي شعرك واطرحيه، وارفعي على الهضاب مرثاة، لأن الرب قد رفض ورذل جيل رجزه" [29]. يطلب النبي من يهوذا أن تجز شعرها، كما تفعل النساء قديمًا في حالة الحزن الشديد؛ فإن كان شعر المرأة هو جمالها وإكليلها، فإنها إذ تجزه تعلن عن مرارة نفسها، حيث حُرمت من جمالها وتحقيق رسالتها. كان جزّ الشعر كعلامة للحزن يمارسه الرجال أيضًا كما النساء (أي 1: 20، مي 1: 16). جاءت الكلمة العبرية للشَعَر "nezer" تشير إلى النذر كما إلى الإكليل. فإن كان حلق الشعر يشير إلى كسر النذر بالنسبة للنذير الذي يكرس حياته للرب (عد 6: 2-8؛ قض 16: 15-22)، فإن مملكة يهوذا وقد تدنست بعبادتها للأوثان وعصيانها المستمر لم تعد أمة مقدسة نذيرة الرب، فلا حاجة لبقاء شعرها، بل تجزه. إنها غير أهلٍ للنذر ولا لإكليل المجد. عوض ممارستها للتسبيح للرب كنذيرة له، ترفع مرثاة، لأن الرب قد رفض ورذل جيل رجزه [29]، لأنهم نجسوا بيته إذ "وضعوا مكرهاتهم في البيت" [30]. جاءت كلمة "مكرهات siqqus" حوالي 28 مرة في العهد القديم، غالبًا ما تشير إلى عبادة التماثيل، وإن كانت أحيانًا تشير إلى كل ما يمس العبادة الوثنية من رجاسات مثل ارتكاب الزنا كنوعٍ من العبادة. هكذا انحط الشعب في ذلك الوقت فأقاموا الأوثان في بيت الرب كما فعل منسى الذي "بنى مذابح في بيت الرب... ووضع تمثال السارية التي عمل في البيت" (2 مل 21: 3، 7)، وارتكبوا الفحشاء هناك تحت اسم التكريس للرب. ومن ناحية أخرى بنوا مرتفعات توفة في وادي هنوم (جهنم) جنوب أورشليم. كانت النيران فيها لا تنقطع، حيث يلقي الناس البقايا والعوادم. في هذه المرتفعات كانت ُتقدم ذبائح بشرية (2 مل 23: 10). يقدم الناس أبناءهم وبناتهم ويحرقونهم بالنار تقدمة للإله مولوك لذا يهدد الرب أورشليم أنه يجعل منها "توفة" التي تعني بالعبرية أي "موضع نار" ُتحرق فيها أجساد الكثيرين (إر 19: 13، 30: 33). وادي الرباية حاليًا، وكان الحد الفاصل بين نصيبي يهوذا وبنيامين وقد أخذت جهنم اسمها عن "ابن هنوم" أو "جى هنوم" حيث يتعرض الأشرار للنار الأبدية. |
|