|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نموذج الفَشَل الثالث يأتي من هَمِّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَةِ الغِنى يطوّق الشَّوك الزَّرع الذي استطاع أن ينمو فيخنقه، إن اختنقت الكَلِمة، السبب هو مَن ترك الشُّوك ينمو بحرِّيّة، وهو يُمثل المرء الذي أشغلته هموم هذه الدُّنيا وغناها وملذاتها والشَّهوات الخادعة فخنقت الكَلِمة وأفسدتها وجعلتها عقيمة وغير نافعة (أفسس 4: 22). ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " يمكنك أن تمنع نموّ تلك الأشواك باستخدام الإرادة، كما باستطاعتك أن تستخدم الغِنى بشكل مناسب" (العظة 44 عن إنجيل القدّيس متّى). ولذلك، علينا أن نصغي بانتباهٍ إلى الكَلِمة ونحفظها بأمانة في ذاكرتنا، ونمتلئ شجاعة لننبذ بعدها الغنى، ونتجرّد من حبِّ خيرات هذا العالم. عدم تقبل كَلِمة الله يأتي من هَمِّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَةِ الغِنى. لم يتحدّث يسوع عن العَالَم، بل عن "هموم العَالَم"، ولم يتكلّم عن "الغنى" بل عن "جاذبيّة الغنى". لذلك يوصي يسوع تلاميذه "لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ ...وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ ...فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إلى هذِهِ كُلِّهَا. (متَّى 6: 25-34). ومن هذا المنطلق، إنّ الخَلَل لا يكمن في الزَّارع ولا في الزَّرع، بل في الأرض التي تستقبل الزَّرع، أي إنّ الخَلل يكمن مدى استعداد قلوبنا. وهكذا يعتبر الفَشَل جزءً من الرِّسَالة بحيث تتمُّ دينونة الله. هذه النماذج تروي أحداثًا طالما تكلّم فيها الله عبر تاريخ الخلاص، ولم يبذل الإنسان قصارى جهده كي يُصغي. لذلك يدعونا يسوع إلى المُبادرة والإصغاء وقبول الكَلِمة بإيمان من ناحية، وعدم اتهام الأشياء بحدّ ذاتها، بل الفساد المستشري في ضمائرنا من ناحية أخرى. لكن يؤكد لنا مثل الزراع أن كلمة الله لن تفشل في هدفها، لأنها ستحقق الهدف الّذي خُلقت من أجله. |
|