|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليلـــة مــع يســـوع ولما صار المساء كان هناك وحده. وأما السفينة فكانت في وسط البحر مُعذبة... وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر ( مت 14: 23 - 25) يا ليتنا نتأمل هذه الكلمات في مظهرها الأكثر شمولاً، وارتباطها بتاريخ كل مؤمن، وبالكنيسة بوجه عام: أولاً: ليل ـ لكل منا لياليه. فتاريخ الخاطئ طويل لا تُشرق في سمائه نجوم. ولكن للمؤمن كذلك ليل من الأحزان والحرمان والألم. والكنيسة أيضًا لها ليلها، وهي وإن لم تكن من ليل، ولكن لها "لياليها" من ظلام وزوابع وأخطار تحدق بها من كل صوب. اضطهاد ومقاومات «جوع وعُري وخطر وسيف»، ما أكثر ما لها من ليالِ من هذا القبيل، وذلك إلى أن يجيء الرب، وعندئذ ينتهي ليلها. ثانيًا: ليل بدون يسوع. ليالي الخاطئ ليس فيها الرب يسوع، وهذا هو سبب ظلامها الحالي، ولكن للمؤمن أيضًا ليالٍ فيها يبدو كأن يسوع في منأى عنه «في الليل على فراشي طلبت مَنْ تحبه نفسي. طلبته فما وجدته» ( نش 3: 1 ). مُحال أن نوجد بدونه، لأنه هكذا وعد «ها أنا معكم كل الأيام». ولكن توجد أوقات من الحزن والضعف والألم عندما يتعذر علينا التحقق من قُربه منا، ولو أنه ينبغي من وراء هذه أن يُبقينا أكثر اقترابًا منه. إن صلتنا به لا تنفصم عراها، ولكن يتعذر علينا أحيانًا أن نتذوق بهجة الشركة معه. ثالثًا: ليل مع يسوع. لا شيء يوازي حضوره في الأهمية. لا ظلام في محضره، فإنه يجعل الليل نهارًا. الظلمة لا تُظلم لديه، وفي قُربه سكينة وحِمى، أمن وسلام. حضوره يبدد المخاوف، وهو بلسم النفوس المُلتاعة والقلوب الواجفة. عندما تدلهم الخطوب وتنوء الكواهل، وتشتد حلكة الظلام، نهرع إليه ونلقي بأنفسنا على أذرعه الأبدية، فإذا بها ترفعنا فوق متناول البلايا والكوارث. ما أمجده من ليل فيه يؤنس الرب يسوع وحشتك! رابعًا: نهار مع يسوع. إلى الآن يخيّم الظلام على العالم، ولكن الكنيسة في رفقة يسوع وحماه، فلا تكترث لتألب الخطوب وتكاثف الظلام، ولن يتركها إلى أن ينبلج الفجر وتُشرق شمس النهار. سيبقى مُلازمًا لها في نهار أبدي مديد وشيك البزوغ «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 17 )، إنه معنا ونحن معه، ومحضره لا يجعل الليل مُحتملاً فحَسَب، بل يجعله مُفرحًا ومُبهجًا. فكم يكون محضره الأبدي، مصدر أفراح ومسرات لا توصف؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يســـوع وحـــده |
يســـوع .. يخلـــص |
يســـوع |
ذكــريــاتـــك مــع اللــــه |
مــع أم ضــد |