|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحـــاديث مـــع النفـــس لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيَّ؟ ترجي الله، لأني بعد أحمده، خلاص وجهي وإلهي ( مز 42: 11 ) كثيرًا ما ندخل في حوارات مع أنفسنا. على أنه من المهم أن نلاحظ نوع الحوار واتجاهه، فهو قد يكون حوارًا سلبيًا هدامًا، وقد يكون إيجابيًا بناءً. وفيما يلي ثلاثة أمثلة من الكتاب، ليتنا نفحص أنفسنا في ضوئها: 1- حديث الجهل والغباء: ( لو 12: 15 - 21): وهو الحديث الذي دخل فيه الشاب الغني مع نفسه، فقال: «وأقول لنفسي: يا نفسُ لكِ خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكُلي واشربي وافرحي!». فهو شاب، وذكي، ومفكر، ومجتهد، وناجح زمنيًا، وطموح، وباحث عن السعادة والرخاء. ولكنه في حديثه إلى نفسه نسى هذه الحقيقة الأولية: أن حياة الإنسان ليست من ضمن أمواله وممتلكاته الخاصة، وأن المال لا يقدر أن يشتري أهم شيئين في حياة أي إنسان: العمر على الأرض، والأبدية في السماء! 2- حديث الحكمة والذكاء: ( لو 15: 11 - 32) وهو حديث الابن الأصغر الذي ضل طريقه، إلا أنه رجع إلى نفسه وهو في قمة ضياعه روحًا ونفسًا وجسدًا «وقال: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا! أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجراك». كان يكفي ما مضى من السنين التي أكلها الجراد، ولقد حان وقت التحول إلى الله دون تأخير! 3- حديث الأمل والرجاء: وعندما تضغطنا التجارب والضيقات، وتُحيط بنا من كل اتجاه نظير بني قورح، مثل مقارنة الماضي المجيد بالحاضر المُحزن، أو الحرمان من بركات مشروعة ( مز 42: 2 - 5)، ومواجهة تعيير الأعداد ( مز 42: 3 ، 10)، وإزاء ظلمهم وغشهم واضطهادهم ( مز 43: 1 ، 2)، وعدم فهم معاملات الله معنا ( مز 44: 1 - 4، 17- 19) وحيث المذلة والضيق، هتف المرنم في نهاية كل مزمور منها: «لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيَّ؟ ارتجي الله، لأني بعد أحمده، لأجل خلاص وجهه» ( مز 42: 5 ، 11؛ 43: 5 انظر أيضًا مز44: 25، 26). فإلهنا هو «إله الرجاء» ( رو 15: 13 ) وعنده للذليل رجاء ( أي 5: 16 )، رجاء في خلاصه لنا في الماضي من أجرة خطايانا، ورجاء فيه لكل ظروف البرية في الحاضر، ورجاء فيه لمستقبل مجيد «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 17 ). |
|