* يبارك الله الإنسان عندما يؤيده، ويعطيه الأمان من أعدائه، ويشرفه ويعظم تعقله كما بارك إبراهيم. وأيضًا يبارك الإنسان الله عندما يشكره على كل أمرٍ. وذلك كما كتب الرسول: "وكل ما عملتم بقولٍ أو فعلٍ، فاعملوا الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله والآب به" (كو 3: 17). وفي الحالتيْن يكون الربح للإنسان، أعني إن بارك الله الإنسان، أو بارك الإنسان خالقه، لأن الله لا يحتاج إلى خيراتنا. وذلك مثل الذي يلعن الله، والله يلعنه، فإن المضرة تقع على ذلك الإنسان ولا يُمَس الله بأذى...
قوله: "عظمت جدًا"، لا يعني أن الله قد زادت فيه العظمة بدل أن كان صغيرًا. حاشا لله، الدائم العظمة والجلال، والفائق على كل عظمةٍ. إنما يعني أن الإنسان إذ صنع أعمالًا نجيبة وحميدة يتعظم الله به، أي تتضح عظمته في أتقيائه.
الأب أنسيمُس الأورشليمي