يبدأ المزمور بالدعوة لتسبيح عظمة الرب ومجده في عرشه السماوي. يشير القسم الافتتاحي بشكلٍ واضحٍ إلى العمل الذي تم في اليومين الأول والثاني كما عرضه الأصحاح الاستهلالي في الكتاب القدس (تك 1).
في اليوم الأول جاء في التكوين أن الله قال: ليكن نور، فكان نور. أما هنا فيرى المرتل وراء النور المنظور نور الله غير المنظور. "اللابس النور كثوٍب" [2].
في اليوم الثاني "قال الله: ليكن جلد في وسط المياه" (تك 1: 6)، أما هنا فيرى المرنم الله ينشر السماوات كشقةٍ (قماش الخيمة)، ويسقف علاليه (جمع علية، أي حجرة علوية) بالمياه، ويجعل من السحاب مركبته. يا له من تعبير شاعري جميل!
في اليوم الثالث تجتمع المياه تحت السماء كمحيطات وتظهر اليابسة (القارات). أما هنا فيُصَوِّر الخالق برعدٍ، فتهرب المياه من صوت رعده، وتنزل إلى البقاع التي عينها لها، فقد أقام للمياه حدًا لا تتجاوزه (أي 38: 9-11). إن كان يفعل هذا مع المياه التي هي خليقته الصالحة، فبالأولى يكبح الشر، فيلتزم حدوده (إر 5: 22).