|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ الخصومة أراد الله كمحب البشر في بدء عتابه أن يتحدث إرميا مع أورشليم في أذنيها [1] وكأنه لا يريد أن يفضحها، ولا يهوى عقابها في ذاته، إنما يود الإصلاح بحديث ودّي في السّر ما أمكن. ربما قصد بقوله: "اذهب ونادِ في أذني أورشليم" [2]، أن يقترب منها بدالة الحب والصداقة. هذا الحب لا يعني التستر على الخطية، إنما وهو يتحدث بمحبة يكشف لها عن سّر انحطاطها الذي بلغت إليه. فالله هو العريس الغيور الذي لا يزال يطلب عروسه التي هجرته، يلاطفها ويجتذبها إليه، لكنه لا يقبلها وهي مُصرة على خطاياها. يرى البعض أن الله في هذا الأصحاح يقيم قضية خيانة زوجية ضد عروسه المحبوبة لديه، لا للحكم ضدها، وإنما ليكشف لها ضعفها فترجع إليه. قيل إن كلمة الله تريح التعابى وتتعب المستريحين ، فهي تقدم راحة للنفوس المعترفة بخطاياها، وتبعث تعبًا للنفوس المستكينة التي تبرر نفسها... هنا تقدم الكلمة تعبًا لشعبٍ استكان للخطية وبرر نفسه. |
|