|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأبديات واقع عملي وَاَمْسِكْ بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتيِ إلَيْهَا دُعيِتَ ( 1تي 6: 12 ) أحبائي .. هناك ثلاثة معانِ أو مراحل للإمساك بالحياة الأبدية لنجعلها ملكًا روحيًا أدبيًا من الآن: أولاً: أن نُمسك بالحياة الأبدية كأسلوب حياة: وأسلوب الحياة الذي علينا أن نقتفي إثر خطواته كل يوم بل كل دقيقة هو حياة البر والقداسة وجهاد الإيمان الحَسَن كما نستطيع أن نفهم من رومية6؛ 1تيموثاوس6. وعلينا أن نُمسك بهذا الأسلوب بكل طاقتنا، وهو طوق النجاة وسُلّم الصعود من وَحَل الحياة الأرضية إلى الحياة الحقيقية؛ الحياة الأبدية. وإذ نُمسك بهذا الأسلوب، لا بد سيطبع القدير في قلوبنا مجد الأبديات كالمحبة والهدوء والصبر. أمسكَ هذا الفريق بالحياة الأبدية في أسلوبها فأغنَته بالأمجاد. ثانيًا: امسك بأمجاد الحياة الأبدية لتحتفظ بأمجادها الداخلية: وبداية من هنا؛ فمجد الحياة الأبدية في شقيها لا بد أن يحكم القلب. شقها الداخلي وهو ما طُبع فينا من بركات واحتياجنا للحفاظ عليها، والخارجي هو المسيح في المجد كالنموذج والغرض أمام القلب، وهذان الجانبان يكيِّفان طابع حياتنا اليومية. استطاع استفانوس أن يحتفظ بجلاله الهادئ في وسط محاكمة مروعة خبيثة متشبهًا جدًا بسيده. لم يدافع عن نفسه قط، ولكنه دافع بقوة عن مجد السيد. ترك كل حقوقه فاحتفظ بكل كنوزه الداخلية. ظل الكنز الداخلي يزداد لمعانًا كلما ازدادت الاتهامات دون رده عليها، حتى اخترق لمعان الأبديات الإناء الخزفي الخارجي، فرأى حتى الأعداء وجهه كأنه وجه ملاك. إن كل ما نتركه من أجل الأبديات يزيدها لمعانًا وبريقًا. أمسكَ هذا الفريق بالحياة الأبدية في مجدها فكيَّفت حياته. ثالثًا: امسك بالحياة الأبدية لتستعرض أمجادها: وبعد أن نُمسك بالحياة الأبدية في أسلوبها لنصل إليها، ونمتلك أمجادها أدبيًا ونحتفظ بها، علينا أن نتعلم كيف نستعرض الأبديات في كمالها. أمسكَ استفانوس بقوة الحياة الأبدية فاستعرضها شبه كاملة أثناء رجمه، ولم يشغله حتى الموت عن التشبُّه تمامًا بسيده. وإذ نجح في استعراض الحياة الأبدية على الأرض بروعة، فتُحت له السماء لتمده بما ينقصه، بل وجذبته إليها، واستودعته إعلاناتها الجديدة أن المسيح قائم (وليس جالس) لأجله عن يمين العظمة. ما أجمل أن نُمسك بالحياة الأبدية لنستعرضها كاملة. أمسكَ هذا الفريق بالحياة الأبدية في شهادتها فكلَّفته حياته. |
|