|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ، فِي كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ، بَارِكِي يَا نَفْسِيَ الرَّبَّ [22]. يليق بنفسي أن تتعلم من كل من وما حولها، فتمارس ما يمارسه السمائيون وأيضًا بقية الخليقة الأرضية من تسبيح وشكر لله. هذا هو عملي الأول والرئيسي! يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن الروح القدس لا يدعو الملائكة وحدهم ليباركوا الرب من أجل انفتاح باب الخلاص للأمم خلال الإيمان بالسيد المسيح، وإنما يطلب أيضًا من كل أعمال الرب بما فيها نفوس الصديقين أن تشارك الملائكة هذا العمل. * لا يقل أحد: لا أستطيع أن أُسَبِّحَ الرب في الشرق، لأنه رحل إلى الغرب. أو لا أستطيع أن أُسَبِّحَه في الغرب، لأنه هو في الشرق... الله في كل موضع، فيمكن أن نفرح به في كل موضع، حيث نحيا حسنًا في كل جانب... العبارة الأخيرة مثلها مثل الأولى، فالتسبيح (التطويب) هو رأس المزمور وهو نهايته. نبدأ ننطلق بالتسبيح، ونرجع أيضًا إلى التسبيح، ليتنا نملك بواسطة التسبيح. القديس أغسطينوس * ينصت المشاهدون في المسارح لرسائل الإمبراطور في صمتٍ وهدوءٍ - لأنه حينما تُتلَى هذه الرسائل هناك، والولاةحاضرين مع المحافظين، ورجال مجلس الشيوخ، والشعب وقوفًا في صمتٍ مطْبقٍ أمام الكلمات، فإن قفز أحد فجأة وسط هذا السكون الشديد، وصرخ، فإنه يَلقى أشد العقاب؛ إذ أهان الإمبراطور. لكن هنا، فإن الرسائل قادمة من السماء، وبينما تُتلَى تسود فوضى في كل مكان، مع أن مُرسِل هذه الرسائل أعظم بما لا يقاس من ملكنا الأرضي، والحشد المجتمع أكثر وقارًا، فالحاضرون ليسوا من الناس فقط، بل من الملائكة أيضًا، والرسائل تنقِل إلينا أخبار الانتصارات، والأخبار السارة التي تثير فينا رهبة أكثر من أمور الأرض، لهذا لا يحتشد الناس فقط، بل الملائكة ورؤساء الملائكة وكل شعوب السماء وكل سكان الأرض يُؤمَرون بالتسبيح، كالمكتوب: "باركُوا الربَّ يا جميع أعماله" (مز 103: 22). أجل، فإن أعمال الرب ليست بالإنجازات الهينة، بل تفوق كل حديثٍ، وكل فكرٍ، وكل فهمٍ للإنسان . القديس يوحنا الذهبي الفم |
|