|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيريقينية الغنى «الحَقَّ أقولُ لكمْ: إنَّهُ يَعسُرُ أنْ يَدخُلَ غَنِيٌّ إلَى ملَكُوتِ السَّمَاوَات!» ( متى 19: 23 ) كان الغِنَى في العهد القديم علامة على رضى الله، لكن المسيح هنا يعتبره بالعكس، عائقًا كبيرًا عن الخلاص. وما زالت هذه الأقوال، إلى الآن، هي أكثر الأقوال التي يتشكك فيها المسيحيون، مع أنها نظير كل الأقوال الإلهية “صادقة ومستحقة كل قبول”. الواقع إن الأغنياء ليس فقط آخر مَن يقبل كلمة الإنجيل، بل في الواقع هم آخر مَن يفكر فيها، أو يسمعها. فهم مشغولون جدًا، وعظماء جدًا، ومتكبرون جدًا عن سماع “جهالة الكرازة” التي ينادي بها قوم بسطاء، لا نصيب لهم في عظمة هذا العالم الخادع. ولعل كلام المسيح في إنجيلي مرقس ولوقا، يعطينا فهمًا أكثر لتلك الأقوال، إذ قال المسيح هناك: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» ( مر 10: 24 )؛ «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» ( لو 18: 24 ). وهو شرك خطير يقع فيه الأغنياء بسهولة، أنه إن زاد الغنى يلقي الإنسان رجاءه عليه. إن المشكلة الحقيقية للأموال، أنها تجعل البشر يتكلون عليها. ويحذر الرسول بولس «الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ» ( 1تي 6: 17 )، حيث يضع الرسول الغِنى الزائل بالمقابلة مع الله الحي. والله وإن كان قد اختار بعض الأغنياء للخلاص، مثل إبراهيم أبي المؤمنين الذي كان غنيًا، وأيوب كذلك، لكن الرسول يقول: «لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ» ( 1كو 1: 26 ). وليتنا نتذكر كلمات الرسول الحكيمة: «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ» ( عب 13: 5 ). لنحذر من ذلك كل الحذر، ولنهرب من محبة المال هروبنا من الأفعى القاتلة. ذلك لأن «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ» ( 1تي 6: 10 ). |
|